هل يُفرح بالدنيا ويُحزن لأجلها!
الدُّنيا لا يُفرح بها،
ولا يُتعلَّق بها،
الفرح الزَّائد والتَّعلق الزَّائد الَّذي يُخرج صاحبه إلى حدِّ الرُّكون إليها والرِّضا بها،
والغفلة عن الآخرة،
وإنَّما يُستعان بها للبلوغ إلى الآخرة،
لأنها ليست دارَ مقرٍّ، إذا أضحكت أبكت،
وإذا وصلت قطعت، وإذا تيسّرت اليوم تعسّرت غدًا،
وهكذا، فهي دار عبورٍ إلى الآخرة، وليست دار مقرٍّ،
وإنما الفرح يكون برحمة الله تبارك وتعالى وهدايته للخير،
والحقِّ والهدى،
﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّـهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
﴿ يونس:58﴾.
وقال جلَّ وعلا عن عتاب جماعة قارون:
﴿لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ ﴿القصص:76﴾، يعني:
لا تفرح بالمال، وبالدنيا هذه، إنَّ الله لا يحب الفرحين، ولا تحزن على ذهابها؛
فإنَّ الله جلَّ وعلا يعطي الدُّنيا من يحب ومن لا يحب،
ولا يعطي الدِّين إلاَّ من يحب.
مالي وللدُّنيا وليست ببغيتي °°°
ولا منتهىٰ قصدي ولست أنا لها
ولســت بميالٍ إليها ولا إلى °°°
رئاساتها فتنًا وقُبحًا لحالهـا
هـي الدَّار دار الهم والغم والعنا °°°
سريعٌ تقضّيها قريبٌ زوالها
مياسرها عسرٌ وحزنٌ سرورها °°°
وأرباحها خُسرٌ ونقصٌ كمالها
إذا أضحكت أبكت وإنْ رام وصلها °°°
غبيٌّ فيا سرع انقطاع وصالها
إلى آخر ما قال فيها أهل الزُّهد، والعبادة، والطَّاعة،
والورع، رحمهم الله تعالى.
نسأل الله جلَّ وعلا أنْ يجعلها لنا ولكم جميعًا عونًا على طاعته جلَّ وعزَّ.
مستفاد من: شرح الإبانة الصغرى -
الدرس 09 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي.
فائدة عظيمة ذكرها العلامة الوالد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وسدده
كان بشير بن كعب يحدث عند ابن عباس فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه ,
فقال : يابن عباس ما لي لا أراك تسمع لحديثي ,
أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع ؟ !
فقال ابن عباس : " إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول :
قال رسول الله ,
ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب
والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف " مقدمة مسلم ( ص 13 ) .
أي : فلما سلك الناس كل مسلك مما يحمد ويذم لم نأخذ من الناس ... إلخ ,
وفي رواية مثلها (( فلما ركب الناس الصعب والذلول فهيهات )) .
أقول كيف لو رأى ابن عباس وأمثاله من الصحابة
ومن السلف الصالح كيف تهافت أناس على أقوال باطلة
وأصول ومناهج فاسدة يقدمها أناس من أفجر خلق الله وأكذبهم على دين الله وعلى أهله ,
كيف لو رأوا الحمقى والسفهاء يركضون وراء كل ناعق وجاهل متعالم .
بشير بن كعب من الثقات وعامله ابن عباس هذه المعاملة ليربّي الناس على التثبت في أخذ السنة والدين وليخذرهم من الأخذ من كل من هبّ ودبّ ,
فإلى الله المشتكى من أناس هان عليهم دينهم
وهانت عليهم أنفسهم فصاروا ذيولاً للأفاكين والدجالين والتافهين .
في المجلد الرابع من سلسلة مؤلفات وكتب ورسائل الشيخ ربيع حفظه الله
بعنوان - أهل البدع يدخلون في جرح أئمة الحديث - الصفحة ( 366 )
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ