الأربعاء، 5 أبريل 2023

[zmn1.com] الجزء الثالث عشر من القرآن*

*الجزء الثالث عشر من القرآن*
آية في فيها معنى قول الشافعي رحمه الله تعالى:
ضاقت فلمَّا استحكمت حلقاتها
  فرجت وكنتُ أظنُّها لا تفرجُ

*الإجابة:*
١- قوله تعالى: ﴿حَتَّىٰۤ إِذَا ٱسۡتَیۡـَٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُوا۟ جَاۤءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّیَ مَن نَّشَاۤءُۖ وَلَا یُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِینَ (١١٠)﴾ يُوسُفَ.
حتى إذا تأخر إهلاك الله للمُكَذِّبِينَ للرسل، ويئس الرسل من هلاكهم، وظن الكفار أن رسلهم قد كذبوهم فيما وعدوهم به من العقاب للمكذبين، وإنجاء المؤمنين، جاء نصرنا لرسلنا، ونجِّي الرسل والمؤمنون من الهلاك الواقع على المكذبين.
٢- وقوله تعالى: ﴿یَـٰبَنِیَّ ٱذۡهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن یُوسُفَ وَأَخِیهِ وَلَا تَا۟یۡـَٔسُوا۟ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا یَا۟یۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ (٨٧)﴾ يوسف.
الآية فيها لفت النظر إلى ما فعله يعقوب ﷺ؛ فلما زاد عليه البلاء استبشر بقرب الفرج وكأنه حاصل، ولم يدخل اليأس إلى قلبه كما يحصل مع الكثير؛ فكان يعقوب ﷺ مع ما أصابه من ابتلاءات متكررة، ومع ما كان فيه من الحزن، على حُسن ظنٍ بربه، وهو مع ازدياد البلاء والشدة عليه، ومع فقده لابنه الثاني، قد عظُم رجاؤه في ربه، ولم يدخل اليأس إلى قلبه، وما كان هذا إلا لقوة يقينه في وعود الله ﷻ، وقوة إيمانه؛ ولأنه ﷺ كان يكثر الرجوع إلى الله ﷻ؛ ولأنه لم يَشْكُ الله إلى خَلْقِه، بل توجه إلى ربه بشكواه، وانقطع قلبه عن الالتفات عن كل ما سوى الله ﷻ.
وهذا هو حال أصحاب اليقين الذين تيقنوا قول الله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾، تأكيدا بعد تأكيد.