الثلاثاء، 4 أبريل 2023

[zmn1.com] الجزء الثاني عشر من القرآن*

*الجزء الثاني عشر من القرآن*
١- آية احتوت مثالاً على مُجملٍ، بيّنتْ تفصيله آيات أخرى تكلمت في سور أخرى عن نفس القصة.
٢- آية فيها معنى قول الشافعي رحمه الله تعالى: "تَفَقَّهْ قبل أن ترأس؛ فإذا رأستَ فلا سبيل إلى التفقه".

*الإجابة:*
١- قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔایَـٰتِنَا وَسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینٍ (٩٦)﴾ هود.
قد بين الله سبحانه هذه الآيات التي أعطاها لموسى في آيات أُخر جاءت في سياق ذِكر قصة موسى عليه السلام في سور أخرى من القرآن، ومن هذه الآيات: العصا، واليد، والسنين، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم.
ويدخل كذلك في هذه الآيات إنزال التوراة عليه، وكذلك قوة محاججته لفرعون وثباته على ذلك، وغيرها.

٢- قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ یَجۡتَبِیكَ رَبُّكَ وَیُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِ وَیُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَیۡكَ وَعَلَىٰۤ ءَالِ یَعۡقُوبَ كَمَاۤ أَتَمَّهَا عَلَىٰۤ أَبَوَیۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡحَـٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ (٦)﴾ يوسف.
﴿وكذلك يجتبيك ربك﴾: يختارك ويصطفيك لنبوته.
﴿ويعلمك من تأويل الأحاديث﴾: يعلمك تعبير الرؤيا، وتأويل الأحاديث في كتب الله تعالى، والأخبار المروية عن الأنبياء المتقدمين.
﴿ويتم نعمته عليك﴾: بإرسالك والإيحاء إليك.
فكانت تهيئة يوسف ﷺ بتعليمه وتفقيهه في الدين بداية، قبل إرساله للناس لتعليمهم.
لذا قال الشافعي رحمه الله تعالى بأن من ترأس لا سبيل له إلى العلم -وصَدَق رحمه الله-؛ فإن من استعجل التصدر للناس استحيا أن يقعد مقعد المتعلم خوفًا على رئاسته ومكانته ومظهره أمامهم؛ فصعُب عليه الاعتراف بجهله من باب أولى.
والأصل أن التصدر يحصل بالعلم، لا العكس؛ لذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «تَفَقَّهوا قبل أن تُسَوَّدُوا»، وهذا من فقهه رضي الله عنه.
وتأكّد هذا المعنى في ختام نفس السورة بقوله تعالى: ﴿قُلۡ هَـٰذِهِۦ سَبِیلِیۤ أَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِیرَةٍ (١٠٨)﴾؛ فبيّن الله ﷻ فيها:
• منهج النبي ﷺ في الدعوة بقوله: {سبيلي}.
• وجوب صلاح النية بقوله: {أدعو إلى الله}؛ فالكثير إنما يدعو لنفسه لا إلى الله.
• وجوب العلم لسلوكِ هذا الطريق بقوله: {على بصيرة}.