الأربعاء، 31 أغسطس 2016

[zmn1.com] عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها



 



عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها 
2⃣ وليالٍ عشر 2⃣

اهلت العشر .. فلنخاطبها قائلين : لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا !! فلنشمر ولنجتهي في عبادتنا .. ولنري الله منا خيرا.. 
إلى من فاتهم أن تعتق رقابهم من النار في رمضان فعادوا من بعدها تائهين، ومن لذات الطاعات محرومين ما زالت أمامكم فرص  أدركوها..

كم ضيعنا بعد رمضان وأسرفنا على انفسنا ..
وكم من مفقود لم يدرك هذه الأيام المباركة .. ولم يدرك فضلها وثوابها .. فلستغفر الله على التقصير .. 
ولحمد الله أن أمد في أعمارنا فبلغنا هذه النفحات الربانية .. 
ونجعلها ..
🌊
 أيام عبادة 
🌊

يغير حالنا وحال قلوبنا مع الله .. علنا تصيبنا نفحة من نفحات هذه الأيام المباركة ..

ففي الحديث : " إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا "

من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة:

إذا تبين لك غاليتي فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، ومجاهدة لنفسك بتوع الطاعات ، وأن تكثر من أوجه الخير والقربات ..

فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: "كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم"
ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:

أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.

الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدرهفقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].

وعن هنبدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيّام من كل شهر». [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم].

وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه 
فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].

وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها.

وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.

لكن من كان في عرفة حاجاً فإنّه لا يستحب له الصوم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطراً.
الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
وهي أفضل أعمال هذه الأيام .. قال تعالى: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ" [الحج :28]
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد].

وقال البخاري : "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها".
وقال: "وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً".

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً وهذا يسمى التكبير المطلق .

وحري بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير - وللأسف - بخلاف ما كان عليه السلف الصالح ..
صيغة التكبير:
ورد فيها عدة صيغ مروية عن الصحابة والتابعين منها:
(الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا)) .
((الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، والله أكبر، ولله الحمد)).

((الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)).
ويحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.

ختم القرآن :
قال تعالى : " وننزل ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا "

قال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرف من كتاب الله ، فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول "الم" حرف ، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )

لابد من ختمه كاملة في هذه العشر على الأقل ..

وأنت تتلو القرآن أنزلي آيات القرآن على قلبك دواء..
ابحثي عن دواء قلبك في القرآن .. فتأملي كل آية .. وتأملي كل كلمة .. وتأملي كل حرف ..

ثلاث أجزاء كل يوم .. لتختميها غاليتي في هذه الأيام المباركة .. ولكي تتحفزي أبشرك..
أن ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حنة يومياً..

فما أجملها من حسنات تؤنسك في قبرك .. وتنير لك السراط يوم الدين ..

الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام
وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]
وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

قيام الليل:
💭قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف:
" وأما قيام ليالي العشر فمستحب. وورد إجابة الدعاء فيها. واستحبه الشافعي وغيره من العلماء.

 وكان سعيد بن جبير، وهو الذي روى الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: " لا تطفئوا سرُجُكم ليالي العشر "
تعجبه العبادة.

هذا بالإضافة إلى الأعمال الفاضلة الثابتة الأخرى:
🔖من طلب العلم الشرعي ومنه متابعة مجموعتنا المتواضعة 
ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج المسلمين ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ وغيرها من الأعمال الصالحة التي يتضاعف ثوابها وأجرها في هذه الأيام المباركه ..

فاللهم ارزقنا العبادة في هذه الأيام .. وارزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.