خليفة النبي ﷺ : الحلقة التاسعة
١٣٦- وفي مرض النبي ﷺ كان أبوبكر الصديق قريباً من النبي ﷺ
حتى قال ﷺ : " لا يَبقين في المسجد باب إلا سُدَّ إلا باب أبي بكر ".
١٣٧- وكان موقف الصِّدِّيق رضي الله عنه يوم وفاة النبي ﷺ
موقفاً عظيماً حفظ الله به الدين ، فقد اهتزَّ الصحابة وزُلزِلوا .
١٣٨- وكان عُمر رضي الله عنه يُهدِّد مَن يقول إن النبي ﷺ
قد مات ، فجاء أبوبكر رضي الله عنه وكان غائباً ، فدخل على النبي ﷺ =
١٣٩- = وكشف عن وجه النبي ﷺ – وكان مُغطى –
ثم أكبَّ عليه وقبَّله ، ثم بكى ، وقال" بأبي أنت وأمي يانبي الله ، طِبتَ حيّاً =
١٤٠- = وميتاً ، والله لا يجمع الله عليك موتتين ،
أمَّا الموتة التي كُتبت عليك فقد مُتّها ، ثم لن تُصيبك بعدها موتة أبداً ".
١٤١- ثم خرج رضي الله عنه على الناس ،
وإذا به يرى عمر رضي الله عنه يخطب في الناس يقول : مَن قال إن رسول الله مات ضربت =
١٤٢- = عنقه بالسيف ، فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه :
على رِسلك – يعني على مهلك – ياعمر ، فأبى عمر أن يسكت من شدة الصدمة =
١٤٣- = بوفاة النبي ﷺ ، فأقبل أبوبكر على الناس ،
وبدأ يخطب فيهم فقال :" أيها الناس من كان يعبد محمداً ، فإن محمداً قد مات =
١٤٤- = ومن كان يعبد الله ، فإن الله حي لا يموت ،
(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قُتل انقلبتم على =
١٤٥- = أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )"
.فلما سمع الناس هذه الآية من أبي بكر الصديق =
١٤٦- = اشتد بكاؤهم وكأنهم يسمعونها لأول مرة .قال عمر رضي الله عنه :
والله ما هو إلا أن سمعت أبابكر تلا هذه الآية حتى هويت =
١٤٧- = إلى الأرض ، وقلت أهذه الآية في كتاب الله .
هكذا من شدة صدمته رضي الله عنه بوفاة النبي ﷺ نسى هذه الآية .
١٤٨- قال ابن عباس رضي الله عنهما :"
والله لكأنَّ الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبوبكر الصديق ".
١٤٩- قال أحمد شوقي رحمه الله :
وما بلاءُ أبي بكر بمُتَّهمٍ …بعد الجَلائِلِ في الأفعال والخِدَمِ.
١٥٠-بالحَزمِ والعَزمِ حَاطَ الدين في مِحَنٍ …أضلَّت الحِلم من كَهْلٍ ومُحتلِمِ.
١٥١-وحِدنَ بالراشد الفاروق عن رَشَد ..في الموت وهو يَقينٌ غير مُنبهم.
١٥٢-يُجادِلُ القومَ مُستلاً مُهنَّده …في أعظم الرُسْلِ قَدراً كيف لم يَدُم.
١٥٣-لا تعذِلُوهُ إذ طاف الذُهُولُ به …مات الحبيبُ فضَلَّ الصَّبُّ عن رَغَمِ.
١٥٤- ماذا يكون لو لم يأتِ أبوبكر الصدِّيِّق في هذه اللحظة الحاسمة ؟؟
ماذا يكون لو استمر عمر رضي الله عنه بموقفه هذا ؟؟
١٥٥- سبحان مَن ثَبَّت أبا بكر الصِّدِّيق هذا الثبات العظيم
في أعظم موقف مرَّ على الإسلام والمسلمين ، وهو موت النبي ﷺ .
١٥٦- لم يُذهِب الحُزْن بلُبِّهِ ، ولم تُنْسه المصيبة رُغم شدِّتها ما عرف من الحق –
وهو أنه ﷺ سيموت – فقام في الصحابة ذلك =
١٥٧- = المقام العظيم ، فعلم الصحابة أن الذي يقوله أبوبكر هو الحق ،
وأنه أعلم الناس ، وأربطهم جأشاً ، وأنفذهم بصيرة .
والى اللقاء في الحلقة العاشرة
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ