الاثنين، 3 مارس 2014

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية - (89) إن الله و ملائكته يصلون على النبي ... الآية - (90) يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم

 


 

المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية

 

 

أميـــر بن محمـــد المــــــدري

إمام و خطيب مسجد الإيمان - اليمن - عمران

 

 

(89) إن الله و ملائكته يصلون على النبي ... الآية - (90) يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم

 

 


(89) إن الله و ملائكته يصلون على النبي ... الآية

 


الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، وعلى آله و صحبه و من والاه ، و بعد :

يقول الله تعالى : "  إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، و بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميدٌ مجيد

روى الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً

وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :  أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة . حديث حسن .

و عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : : إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي . قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال يقول : بليت قال "إن الله حرم على الأرض أجساد الأنبياء" رواه أبو داؤد بإسناد صحيح

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " رغم أنف رجلٍ ذكرت عنده فلم يصل عليَ" رواه الترمذي و قال : حديث حسن .

وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :  " لا تجعلوا قبري عيداً و صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبو داؤد بإسناد صحيح .

و عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أحدٍ يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " رواه أبو داؤد

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي " رواه الترمذي و قال : حديث حسن صحيح .

وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، و بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد ، و السلام كما قد علمتم"  رواه مسلم .

فالله الله أخي الحبيب في هذا الفضل العظيم في هذا الذكر البسيط الذي يوجب قرب المنزلة من النبي الحبيب محمد صلى الله عليه . وسلم في الجنة. والحذر الحذر من البخل الذي يتمثل في عدم الصلاة على الحبيب عند ذكره عليه الصلاة والسلام . ولعل من المفيد أن نذّكر بأن معنى الصلاة من الله تعالى الرحمة و من العباد الدعاء اللهم أكسبنا حبك و حب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم و أرزقنا مرافقته في الجنة . اللهم و ابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد .

 

و صلى الله على محمد وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيراً .

 


(90) يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم

 


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :

يقول الله تعالى : " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم . يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى و ما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد "

أخي الكريم عد معي بالذاكرة قليلاً إلى الوراء ، إلى إسبوع مضى إلى تلك الأحداث و المشاهد التي لاشك أنها لم تبرح مخيلتك بعد ، و كيف كان شعورك و أنت تنظر إلى تلك المناظر و كيف كان الرعب والخوف يتملك قلبك و أنت على بعد آلاف الأميال منها ، و هكذا كان حال معظم من شاهدها من جميع أقطار المعمورة ، و كيف كان حال القريبين من موقع الحدث و رأيت بعينيك ما صاحب تلك الأحداث من مشاهد الخوف و الفزع و الهلع الذي أصابهم و قد تملكهم الخوف وانطلقوا في كل حدب وصوب لا يلوون على شيء في منظر مرعب مخيف ، سحب الدخان الداكن الكثيف تنتشر بسرعة وألسنة للهب مثل الجبال و الناس يتساقطون من أعالي المباني و الهدم والدمار و الصراخ و العويل .

أخي الكريم : هل ذكرك ذلك المشهد بمشهد يوم القيامة الذي جاء وصفه في كتاب الله وفي أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وبالتحديد هل وقفت مرة عند هذه الآية وتأملتها وتخيلت المشاهد التي جاءت فيها ؟ إن ما شاهدناه من صور مرعبة وأحداث مهولة لا تعدل معشار أهوال يوم القيامة وأحداثها. كيف لا ؟ هذا دمار محدود ويوم القيامة سوف يكون الدمار في كل أرجاء الكون ، الأرض سوف تتزلزل من تحت الأقدام ، المباني الشاهقة سوف تسقط وتتهدم ، والمصانع القائمة سوف تشتعل فيها النيران ، و البحار و ما أدراك مالبحار سوف تتحول إلى نيران مشتعلة ، و الجبال الراسية سوف تكون كالعهن المنفوش و هو القطن المتطاير في الهواء. يا لها من مشاهد تتقطع القلوب من ذكرها فما بالك بمشاهدتها ومعايشتها ؟ اللهم رحماك رحماك يا رب .. ويكفي وصف الله تبارك وتعالى لتلك الزلزلة بأنها شيء عظيم : إن زلزلة الساعة شيء عظيم ، يحذرنا سبحانه وتعالى وهو العالم بأحوالنا  الرحيم بنا يحذرنا من شر ذلك اليوم ويوجه الخطاب إلى الناس وليس للمؤمنين فحسب بل لكل البشر : يا أيها الناس اتقوا ربكم  أي خافوا عذاب الله وأطيعوه بإمتثال أوامره واجتناب نواهيه إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم : تعليل للأمر بالتقوى أي أن الزلزال الذي يكون بين يدي الساعة أمر عظيم وخطب جسيم يوم ترونها : أي في ذلك اليوم العصيب الذي تشاهدون فيه تلك الزلزلة وترون هول مطلعها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت : أي تغفل وتذهل مع الدهشة وشدة الفزع كل أنثى مرضعة عن رضيعها  ' فإذا رأت ذلك المنظر نزعت ثديها من فم طفلها وفرت عن أحب الناس إليها وهو طفلها الرضيع !! و تضع كل ذات حملٍ حملها : و تسقط الحامل ما في بطنها من هول الفاجعة وشدة الواقعة ، و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى:  أي تراهم يترنحون ترنح السكران من هول ما يدركهم من الخوف والفزع  و ما هم على الحقيقة بسكارى من الخمر و لكن عذاب الله شديد : أي أن أهوال الساعة و شدائدها أطارت عقولهم وسلبت أفكارهم  .

أخي الكريم : دعنا نتساءل (أنا وأنت ) ماذا أعددنا لأهوال يوم القيامة ؟ أم أن عندنا شك في هذا الكلام ؟ كلا ، إنه كلام ربنا الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و والله أن ما ذكره لنا في كتابه و ما صوره لنا من تصوير و وصفه لنا من وصف سوف يقع بتفاصيله وصوره لا محالة ، فالله الله في العمل و الاستعداد لتلك الأهوال ، فلا منجي والله إلا الله و لا ينفع الإنسان إلا ما قدم ، إن خيراً فخير و إن شراً فشر . الأيام تمضي والساعات تمر و العمر يتقدم والساعة تقترب وعلاماتها الصغرى قد اكتملت والكبرى بوادرها على الأبواب وإذا جاءت أولاها تلتها أخواتها كما تنخرط حبات المسبحة إذا ما انفرط عقدها ، فماذا أعددنا لها ؟ كم هو موجع هذا السؤال و لكنه مفيد مادمنا في ساعة الفسحة و زمن المهلة ! نعم ماذا أعددنا لها من أعمال صالحة ؟ جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال : ماذا أعددت لها ؟... نعم إي والله ماذا أعددنا لها ؟! أعمارنا محسوبة وأيامنا معدودة وكل ساعة محاسبون عليها فماذا أعددنا ؟ هل ننتظر حتى يداهمنا الموت (و ما أقرب الموت)  حتى نبدأ العمل ؟ إذن اسمع قول الحق تبارك وتعالى : حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون .


 

و صلى الله على محمد وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيراً