السبت، 31 أغسطس 2024

[zmn1.com] تابع / الصبر بين الأجر والجبر

تابع / الصبر بين الأجر والجبر


والمؤمن إذا تحلى بالصبر وحافظ على الصلاة ، بُشِّر بفجر صادق ، واستحوذ على نصر مبين ، ونال فتحًا قريبًا.


كيف لا ؛ وقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((وما أُعطِيَ أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))؟


كيف لا ؛ وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر ، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا"؟


كيف لا ؛ وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قُطع الرأس باد الجسد ، ثم رفع صوته ، فقال : ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له"؟


● قال زياد بن عمرو : "كلنا نكره الموت وألم الجراح ، ولكنا نتفاضل بالصبر".


لذا فعدم الصبر دليل ضعف الإيمان ، والله تعالى أمر عباده بالصبر ، ومدح أهله في آيات كثيرة ؛ فمن ذلك قوله تعالى : ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43] ، وقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].


فإذا استحكمت الأزمات وتعقَّدت حبالها ، وترادفت الضوائق وطال ليلها ، وزادت الشدائد واشتد كربها ، فإن الصبر يشع للمسلم النور العاصم من التخبُّط ، والهادي من الضلال ، والحافظ من القنوط؛ لذلك يحتاج إليه المسلم في دينه وفي دنياه ، يبني عليه أعماله وآماله.


وبالصبر تبلغ ما تريد ، وبالتقوى يلين لك الحديد ، وبالأمل تبني كل جديد.


وكما أن الصفح الجميل لا أذى فيه ، والهجر الجميل لا عِتاب فيه ، فالصبر الجميل لا شكوى فيه ؛ قال تعالى : ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾ [المعارج: 5 - 7].


فلا تيأس إذا قَسَتْ أيامك ، وتعثرت أقدامك ، وتشوه هندامك.


وإذا سقطت في حفرة واسعة ، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكًا وأعظم يقينًا ، وأوسع صدرًا ، وأحسن قوة ، والله مع الصابرين.


#يتبع