الاثنين، 22 أبريل 2024

[zmn1.com] حتى لا تفقد قلبك

حتى لا تفقد قلبك


من عمق القلب أرجو أن تقرؤوها بقلوبكم:



الإنسان في هذا الزمن المتسارع وسطوة مواقع التواصل، 

يكاد يفقد قلبه وينسى وجهته إلّا من رحم الله، 


لذا فنحن بحاجة إلى أن يكون لنا نصيب من الخلوات المثمرة، 


فهذه الخلوات تعيد ضبط بوصلتك وترتّب فوضاك الداخلية، 


فكيف إذا كانت بشكل يومي..

ستفوز حينها بمصفاة ثمينة تنقّي تلك الشوائب التي تعلق فيك بين زحام الأيّام والمواقف وكثرة مخالطة الناس، 


لا سيما إن صاحب تلك الخلوة محاسبة للنفس وتقويم لها


ثمة علاقة بين عناية المرء بجانبه الروحي وحسن مخالطة الآخرين والإحسان لهم، فبقدر ما يغذّي المسلم جانبه الإيماني بالخلوات تطوّقه أنوار البركة أينما حلت قدماه، 

وحين يغذّي ذاته من هنا سيفيض على الناس إحسانًا من هناك، فبقدر اتصاله بأبواب السّماء يكون اخضرار خطواته على هذه الأرض.


والاتزان النفسي للمرء واستنارة خطواته معقودٌ إلى حدٍ كبير بنصيبه من الخلوات المثمرة -بعد توفيق الله-؛ 


فأنت إن كنت تبغي أن تكون مباركًا في نفسك وعلى أي مكان تحلّ فيه فإنك بحاجة إلى اتصالٍ  مستمر بربّ الخير والبركات


اجعل لك خلوة مع الله أساسية في يومك تتزهّد فيها من الدنيا وتتزود بها من ذكر الله،


 وسترى أثرها على أحيانك، 

فالإنسان بلا زاد إيماني يصير أكثر عرضة للهشاشة والتخبط في طريق الشتات، 

وكلما ازداد اتصالاً بالله تضاعف منسوب اتزانه وجاءه غيث المدد والفتوح..


أعجبني تشبيه أحدهم بتكوين العادات اليومية النافعة أن تكون مثل الموعد؛ 

تحرص على ألا تتخلّف عنه وألّا تزاحمه بالثانويات.. 


ثمّ إن المرء لا يزال يروّض نفسه على العبادة شيئًا فشيئًا حتى يفتح الله عليه فيألفها ويظمأ دونها


على سبيل المثال:

جلسة بعد صلاة الفجر تذكر فيها ربّك وتشحن فيها نفسك للسعي في مناكب اليوم، 


أو الترديد مع المؤذن ثمّ الدعاء بين الأذان والإقامة والجلوس لذكر الله حتى يجيء وقت الصلاة، 

وختم اليوم بصلاة خاشعة في السّحر مع الاستغفار وكل ذلك يكون مع حضور القلب؛ 


هذه الخلوات هي زادك فتزود

ما ظنّك بعبد كثير اللجوء إلى الله، يستمد نجاحاته وبريق خطواته من ربّه في كل صغيرة وكبيرة؟ 


ما ظنّك بعبد كان الإكثار من ذكر الله قوّته وسلواه! حتمًا سيجد أنه صار قويًا بربّه وتهذبّت كثير من اعوجاجاته النفسية، وصار يمشي في طرقات الحياة بنورٍ من الله..


تمّت، جعلنا الله وإياكم منهم