الخميس، 17 نوفمبر 2022

[zmn1.com] مجموع الفتاوي

 قال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": [فِي قَوْلِهِ فِي آخِرِ الْآيَةِ: {وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، فَوَائِدُ جَلِيلَةٌ: مِنْهَا أَنَّ أَمْرَهُ لِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ بِالتَّوْبَةِ فِي هَذَا السِّيَاقِ، تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَخْلُو مُؤْمِنٌ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الذُّنُوبِ الَّتِي هِيَ: تَرْكُ غَضِّ الْبَصَرِ وَحِفْظِ الْفَرْجِ وَتَرْكُ إبْدَاءِ الزِّينَةِ وَمَا يَتْبَعُ ذَلِكَ، فَمُسْتَقِلٌّ وَمُسْتَكْثِرٌ، وَفِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ: (يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا وَلَا أُبَالِي فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ)]. ومن ذلك يعلم العبد: ١) أنه واقع في الذنب لا محالة؛ فيجب عليه أن يبادر بالتوبة، وألا يصر على ما فعل؛ فكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. ٢) حب الشهوات مركوز في الإنسان، وهو يقع بحبه للشهوات فيما حرم الله عليه؛ فيعلم أنه على خطر، وأن استرساله مع هذه الشهوات سوف يؤدي به إلى الهلاك. فمعرفة العبد بهذا التقدير، وأنه واقع في الذنب لا محالة، يجعله يبتعد عن الذنب وأسبابه الداعية إليه، فإنه يخشى إن تمادى وتساهل في أسبابه، أن يجره إلى الوقوع فيه حقيقية؛ فيهلك.