الثلاثاء، 14 يونيو 2022

[zmn1.com] جائزة فورية

*جائزة فورية !*
للفتن والشهوات نتيجتان لا ثالث لهما: إما البقعة البيضاء وإما البقعة السوداء؛ فالذي يقع في الفتن والشهوات يَسوّد قلبه، أما الذي يقاومها فله جائزة فورية: "البقعة البيضاء".
عندما نقاوم شهوة أو فتنة، نُصَبر أنفسنا بأجر الآخرة، وبأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وننسى الجائزة الفورية تلك "البقعة البيضاء" التي تؤهلنا لأن نصبح من أصحاب القلوب البيضاء التي تميز الصواب وتأنس بالله وتشتاق إليه وتتعلق به وتحبه وتحب دينه وكتابه ورسوله ﷺ وتحب المسلمين فيه سبحانه.
تتجلى هذه المعاني في حديث رواه مسلم أن النبي ﷺ قال: (تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا) متشابكة كثيرة تلو بعضها كتشابك الحصير، (فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ) القلب الذي يميل لها ويقبلها تُلقى فيه بقعة سوداء، (وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ) الذي يقاومها ويصبر عنها تُلقى فيه بقعة بيضاء، (حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ) قلب المتصبر عن الفتن يصبح أبيض شيئاً فشيئاً، ببياض جبل الصفا، فتصبح عنده مناعة ضد الفتن التي ستعرض له فيما بعد ولو كانت أكبر من الأولى، (والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا) أسود رمادِي اللون كالجرة المقلوبة التي مهما صببت الماء عليها فلن يدخلها الماء، وكذلك هذا لا تنفعه الآيات والأحاديث والعبر والعظات، (لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ) يصبح محركه في حياته ومقياسه في الحكم على الأشياء الهوى.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن

Sent from my iPhone