الأحد، 16 فبراير 2020

[zmn1.com] رمضان فرصة لتعظيم الله

رمضان فرصة لتعظيم الله  


نكمل مستعينين بالله عز وجل ..


فحتى تقرأ القرآن كما ينبغي يجب أن تقرأ القرآن على أنه رسالة لك وليس لغيرك، 


فلو قرأت سورة الفيل مثلا التي يخُاطبنا الله جميعاً فيها، 


 ماذا يقول في أول آية في سورة الفيل؟ 

أَلَمْ تَـرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}


ألم تَرَبعينك أم بقلبك؟ 

بقلبك

 {أَلَمْ تَـرَماذا؟

كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ


فكم نقرأ هذه السورة في الصلاة وكم نكررها ونعرفها، وأمام هذه السورة يأتي سؤالهلرأيت بقلبك كمال صفات الله وقدرته وعظمته••


 فالمفترض أن تجعل عين قلبك على هذه القصة و لا تفكر في الفيل


 إنما فكّر في فعل اللهوأصحاب الفيل معلومةٌ قِصّتهم••


⁉️ ماذا أُمرت أن ترى بعين قلبك؟ فِعل الله ••


 فتُعلّمك درساً عظيماً من جهة عظمة الله وجبروته وملكه وحكمته وتمام عدله 


وأيضاً كيف أنه يكيد الكائدين، فيقال لكلو كادوك و جمعوا عليك الأرض لكييكيدوك،ولو رأيتهم بعينك يكادون أن يبلغوا مُرادهم فانظر كيف فعل الله بأصحابالفيل


خرجوا من بلادهم، وما أهلكهم و لا خسف بهم في بلادهم إنما ساروا وساروا حتىأصبحوا أمام مقصودهم تماماً 

ثم في هذه اللحظة كادَ لهم؛ وهذا هو الكيد لا تظن أن الكيد مباشرة في أن الله عز وجليُهلك من عاداك

إنما الكَيْد أعظم من أن يحصل الإهلاك المباشر؛


معنى الكيدأن يتصور هذا الذي يكيدك أنّه قد بلغ أن يفلح في كيده، ما بقي إلا ورقهواحدة يوقّعها و يكون كذا و كذا عليك،

الآن هو مُتأكد أنه سيصل، في هذه اللحظة يأتي كيد الله❕❕


لما يبلغ الماكر أو الكائد حدّه في تصوّر أنه قد أفلح، في هذه اللحظة يأتي كيد اللههذاالشيء كيف تفهمه عن الله و كيف من ثم تطمئن لله وكيف لا يكون في قلبك خوفٌ منالمكر لما تقرأ هذه السورة كما ينبغي‼️  


و هذه السورة مع تردادها في الذهن لكن كم يكون غيابها في القلب!


هذا معنى {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ}: آيات تدل على كمال الصفات، آيات تدل علىأن ربك قريبٌ مجيبٌ حفيظٌ


فهذا الطفل الصغير الحافظ لسورة الفيل لو بُني في قلبه


أنّ ربه حفيظ و الدليل على ذلك قصة أصحاب الفيل، 

وأن ربه عظيم والدليل أصحاب الفيل، 

وأن الله له جبروته وملكه التام على كل شيء و له العزة، يخرج هذا الطفل ممتلئًا بالثقةبالله، 


لكن كم من آيات حفظوها هؤلاء وحفظناها نحن و نرددها و نرددها، وبعد ذلك يكوناسمنا أننا هاجرون للقرآن، 


و السبب أننا ما رأينا بقلوبنا فعل الله وما يدل عليه من كمال صفاته.


 مَن هو الهاجر؟ 


الذي يأمره الله و ينهاه و يخبره عن كمال صفاته فينساه، هذا هو الهاجر للقرآن،


و لذلك إذا لم يزدك القرآن إيماناً فأنت على خطر؛ لأنه قد توارث في كلام السلف أن قوماًاجتمعوا على القرآن لا يقومون إلا في زيادة أو نقصان‼️ لايوجد حل ثالث


فإما يزيدك إيمانًا أو يكون سببًا للنقص


معنى ذلك أن الإنسان لو قرأ القرآن فزاده إيماناً فقد سار إلى ربه في الطريق الصحيح، وإذا قرأ القرآن فما وجد في نفسه زيادة الإيمان فهو على خطر


يمكن أن نقول بألسنتنا حقيقة دينية في أن القرآن عظيم و القرآن مجيد، ثم يكون في قلبالذي يقول هذه الحقيقة الدينية عكس هذه المشاعر‼️، فلايجد في قلبه أن القرآن عظيم ولا مجيد لكن الناس قالوا و قال مثلهم، فما حكمه في كتاب الله كاذب في كتاب الله‼️

 

إذن الكذب الذي يجب عليك أن تعرفه هو هذا : أن تأتي إلى حقائق إيمانية تصف عليهامشاعر لا تملكها و تملك ضدّها ثم ترضى من نفسك هذا!


ترضى من نفسك أن تكون مثلما قال الناس و القلب ليس مثلهم؟!


•• يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}مشكلتهم الحقيقة أن حقائق الإيمان لم تدخل إلى فؤادهمو السبب : عدم تدبر القرآن

••

إذن تدبُّر القرآن فيصل بين المؤمن والمنافق، فما علاقة هذا برمضان؟ علاقة واضحة..


المؤمن يغتنم ، والمنافق يلعب،المؤمن يغتنم الأزمنة الفاضلة، يغتنم دقائقها وأنفاسها،المؤمن متأكد أنه سيلقى ربه، المؤمن يقرأ في القرآن أوصاف ذاك اليوم العظيم، المؤمنمتأكد أن قوماً يرفعهم القرآن وقوماً يجرهم القرآن إلى النار


ماذا يفعل تجاه القرآن وتجاه العبادة وتجاه الصوم وتجاه احتساب لحظات رمضان؟

يجتهد 


لكن الذي تغيب عنه حقائق القرآن وليست في داخله🔍 ماذا يقول الله عز وجل في وصفالمنافقين: {وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌليس لهم قيمة

 هل تعرف الخشب المسندة؟ إذا تكلمت معهم طوال الليل و قرأت عليهم القرآن، فهليصبحوا الصباح مؤمنين؟ لا، فهذا وصف الذي كلامه جميل {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُفِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِيقولأنا مؤمن و أحبالإيمان .. إلخ و هو ألدّ الخصام‼️ ••


فالثلاث آيات التي وردت في القرآن في الكلام عن التدبر  بلفظ التدبّركلها أتت في سياقالمنافقين، وأن مشكلتهم أنهم لا يتدبرون القرآن،  فإن كان المنافق لا يتدبر القرآن إذن ماصفات المؤمن؟ على الضديتدبر القرآن

 

إذن الغفلة عن الآيات هي سبب عدم معرفتنا بربنا، وعدم استعدادنا للقائه••. وإذا فهمناهذه الحقيقة فعلينا في هذا الشهر الذي هو شهر شعبان أن نبذل الجهد في التدبر.  


اقرأ و أنت تريد أن تفهم {‏وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِيعِلْماً} .

خذ هاتين الوصيتين فقط..

1⃣   لا تعجل وأنت تقرأ.

2⃣    وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً، الدعاء


الذي يملك أن يشرح صدرك للعلم و يملك أن يُيسّر لك الأسباب و أن يزيدك علماً و فهماً هوربنا الذي في السماء


لم يجعل الله كل شيء تقوم به الحياة -شأن الحياة وشأن الآخرةفي يد أحد من الخلق،الحمدلله


لا أحد يستطيع أن يمنع الهواء كما أن لا أحد يستطيع أن يمنع عنك العلم أبداً، فالملكمُلك الله لكن لا تعجل و أنت تقرأ (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماًالدعاء، تكرار الدعاء••


كم مهتدي اهتدى بموقف ما كان أحد يتصور أن يهتدي بسببه، 

وكم سامع للأذان كأنه يسمعه أول مره، انكشفت عنه الغمة


أسباب وصول الحق إلى القلب عجيبة لكن افعل ما أمر الله بهلا تعجل وقل رب زدنيعلما.


إن الله إذا نظر  إلى قلب عبده فوجده صادِق الشوق إلى معرفته فتح له أبواب العلم عنه، 


لكن كن صادِق الشَّوق لأن تعرفه، الصدق الصدق مع الله 


هؤلاء القوم كما في سورة التوبة تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألّا يجدوا ماينفقون، 

هؤلاء في النهاية ما أنفقوا و لا ركبوا و لا خرجوا للغزوة، لكن صِدقهم سُجِّل فيالسورة سورة تُقرأ إلى قيام الساعة  

والسبب الصدق


ما أنفقوا ولكنهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً، هذا الصِّدق ما كان مردوده شيئًاماديًا لكن جاء مردوده أن الله عزّ و جل أثنى عليهم في القرآن

 

المعنىأنت تَعامَل مع ربك بالصدق 


لأن في سورة التوبة قوم عاهدوا الله {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّوَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَثم آتاهم الله من فضله 


هُم عاهدوا الله أن يتصدقوا و يفعلوا كذا و كذا من الإحسان، فلما آتاهم الله بخلوا ‼️ 


الشاهد الذي هو بمثابة المصيبة  أنه {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ}!


بمعنى أنك تَصدُق في طلب الفرصة للعلم فيُسَبِّب لك الله أسبابها، ثم لما تأتِ الأسبابتدخل في اختبار جديد وصعب، أصعب من عدم وجود الفرصة، 


لأنه إذا رسبت في الاختبار بعد أن ألحّيت على الله يأتِ بعدها عقاب أن يورث هذا العبدنفاق إلى أن يلقى الله، وهذا لا يخرجه من القلب شيء إلا أن يتغمّد الله العبد برحمته


يتبع باذن الله 


مـدوّنـــة (عِـلْـمٌ يُـنْـتَـفَــعُ بِــهِ) http://tafaregdroos.blogspot.com/2013/09/blog-post.html?m=1

 

وصلى اللهم وبارك على النبي محمد  وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً 

جزى الله خيراً كل من ساهم في نشر 

هذا الخير 

Sent from my iPhone