السبت، 31 مارس 2018

[zmn1.com] كُن مُتََفائِلاً



 




*وخيرهما الذي يبدأ بالسلام*

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَدخُلوا الجنةَ حتى تُؤمِنُوا، ولا تُؤمِنُوا حتى تَحَابُّوا، ألا أَدلُّكُم على شئٍ إذا فعلتُمُوه تَحابَبْتُم، أفَشُوا السّلامَ بينَكُم).

جاء الإسلام للحث على الترابط والوحدة، وأرشد إلى كثير من الآداب والأخلاق التي من شأنها تقوية الروابط وتديم الألفة وزيادة في المودة والمحبة بين أناس.

ومنها أعمال البر والصلة، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والحب في الله والزيارة فيه، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ، وعيادة المريض واتباع الجنائز.

ومع ذلك كله مادام أنك مازلت على قيد الحياة، ستتعامل مع الناس وتحتكَ بهم، وقد تتفق وقد تختلف معهم في الاراء والأفهام، لتباين العقول وتمايز مستويات التفكير، وسوف تجد من يحبك ويرضى عنك.

وعلى النقيض ستجد من يخاصمك ويعاديك، إما حسداً أو كرهاً او منتقداً.. فتحاول الإصلاح ما استطعت إليه سبيلا، والتسامح منه متغافلاً عمن أخطأ أولا.

*وهنا السؤال لماذا أصبح الواحد منا لا يقبل اعتذار الآخر؟؟*

لأنه في اعتقادة أن الآخر قد ارتكبت جرماً عظيماً بمخالفته الرأي، فتزداد الخصومة وتكبر عندما لا يصفح أحدنا عن الآخر ولا يسامح خصمه ولا يقبل اعتذاره.

فينفتح الباب للشيطان على مصارعيه، وتزيد فينا الخصومة، ثم نعطي لها مبررات جديدة لاستمرار الخصومة، وتناسينا أننا بشر وجزء من انسانيتنا الاخطاء.!! ولا يوجد بشر لا يخطئ، ومن يعمل لا بد أن يخطئ.!!

والخلاف في الرأي نتيجة طبيعية، والأمر غير الطبيعي أن يكون خلافنا في الرأي بوابةً للخصومات ومفتاحا للعداوات وشرارة توقد نار القطيعة.. لذا يجب أن نحترم وجهة نظر بعضنا ونرد بنقد ادبي بناء ومنطقي وشرعي، بعيداً عن الأنتقاص أو الشخصنة.

هل تناسينا في خصومتنا بأن خير المتخاصمين هو الذي يبدأُ بالسلام كما قال رسول الأخلاق والقيم والمبادئ عليه الصلاة والسلام: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

وهذه دعوة وجهها رسول الأخلاق إلى كل المتخاصمين لكي يصلحوا ما بينهم، فالصلح خير، والمبادر بالصلح والعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك هو الأقوى لأن المبادر متسامح، والتسامح سمة الأقوياء.

*ومضة:*
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *(لا يحَلُّ لمسُلمٍ، أنْ يَهجُرَ أخَاهُ فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتَقِيان فيَعُرِضُ هذا ويُعرِضُ هذا، وخَيرُهُمَا الذي يبَدأُ بالسَّلامِ).*


*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*
--