السبت، 31 أكتوبر 2015

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) الحسد من أمراض القلوب ( أبعد الله عنكم و عنا شر الحاسدين )





الحسد من أمراض القلوب 



الحسد من أمراض القلوب : الناس حاسد ومحسود ولكل نعمه حسود وأول ذنب عصي به الله في السماء حيث حسد إبليس اللعين أبانا آدم عندما أبى أن يسجد له وأول ذنب عصي الله به في الأرض حيث حسد قابيل هابيل فقتله ومن أنواع الحسد حسد الكفار للأنبياء و حسد أخوة يوسف لسيدنا يوسف عليه السلام و حسد المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين و حسد أهل الكتاب للمؤمنين كما في قوله تعالى" ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق "البقرة 109 وقد قيل ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من الحسود نفس دائم وهم لازم وقلب
هائم .


الحسد نوعان : مذموم ومحمود ، فالمذموم أن تتمنى زوال نعمة الله عن أخيك المسلم ، وسواء تمنيت مع ذلك أن تعود إليك أو لا ، وهذا النوع الذي ذمه الله تعالى في كتابه بقوله "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله"النساء 54 وإنما كان مذموما لأن فيه تسفيه الحق سبحانه ، وأنه أنعم على من لا يستحق . 

وأما المحمود فهو ما جاء في صحيح الحديث من قوله عليه السلام : "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله ما لا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار" . صحيح رواه البخاري هذا الحسد معناه الغبطة . 

وحقيقتها : أن تتمنى أن يكون لك ما لأخيك المسلم من الخير والنعمة ولا يزول عنه خيره ، وقد يجوز ان يسمى هذا منافسة ، ومنه قوله تعالى : "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" تفسير القرطبي .


اعلم أن من موانع حبك لأخيك أن تحسده على ما رزقه الله سبحانه وتعالى ولم الحسد وأنت تعلم أن الله هو الذي رزقه وأعطاه هذه النعمة التي تحسده عليها ؟ ولو شاء لأنعم عليك بها أو بمثلها فتوكل على الله الذي رزقك واجعله هو حسبك .


لماذا الحسد ؟ وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الحسد الذي من شأنه أن يوجد الشحناء والبغضاء كما في الحديث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وكونوا عباد الله إخوانا رواه احمد تحقيق الألباني  ( صحيح )  انظر حديث رقم :  2679 في صحيح الجامع . ‌ فيجب عليك أن تفرح لفرح أخيك وأن تحزن لحزنه فإذا أصابته نعمة من ربه تمنيت له الخير والسعة في الرزق وان أصابته ضراء تقف بجانبه وتمد له يد العون هذه هي الأخوة فاحرص عليها وأن تدعو له كما في قوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) الحشر .


عن الأصمعي قال : بلغني أن الله عز وجل يقول : الحاسد عدو نعمتي متسخط لقضائي غير راض بقسمتي التي قسمت بين عبادي رواه البيهقي في شعب الإيمان .


اعلم أخي المسلم أنه لا يجتمع أبدا في قلب مؤمن الإيمان الصادق والحسد الهالك فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد صحيح رواه النسائي . قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه ويطلب عثراته. الله سبحانه خالق كل شر، وأمر نبيه صلىالله عليه وسلم أن يتعوذ من جميع الشرور. فقال "من شر ما خلق" وجعل خاتمة ذلك الحسد، تنبيها على عظمة، وكثرة ضرره، والحاسد عدو نعمة الله.


فوائد من كتاب طهارة النفس وأمراض القلوب