خليفة النبي : الحلقة السابعة
٩٤- وفي غزوة أُحُد ثبت أبوبكر الصديق مع النبي ﷺ
ثباتاً عظيماً ، ولم يفر ، وثبت مع النبي ﷺ في غزوة الخندق رُغم الخوف الشديد.
٩٥ - وفي غزوة بني المصطلق عندما وقع حادث الإفك ،
وانقطع الوحي شهراً كاملاً ، ووقع بعض الصحابة الصادقين بهذه الفتنة =
٩٦- = وكان من بين الذين وقعوا في هذه الفتنة ابن خالة أبي بكر الصديق
مسطح بن أُثاثة رضي الله عنه ،
وكان مسطح من المهاجرين =
٩٧- = الأولين ، وممن شهد غزوة بدر الكبرى ، وكان فقيراً ،
وكان أبوبكر الصديق يُنفق عليه لقرابته منه وفقره .
٩٨- فلما برَّأ الله عائشة رضي الله عنها ،
قال أبوبكر الصديق رضي الله عنه :
والله لا أنفق على مسطح نفقة واحدة بعد اليوم .
٩٩- فنزل قوله تعالى في الصديق :
" ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله =
١٠٠- = وليعفوا وليصفحوا ألا تُحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ".
سورة النور آية ٢٢
ولا يأتل : يعني ولا يحلف
١٠١- فقال أبوبكر الصديق رضي الله عنه :
بلى والله إني أُحب أن يغفر الله لي ، وأرجع إلى مسطح النفقة التي كان يُنفقها عليه ..
١٠٢- وكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه عظيم الثقة بالنبي ﷺ
ففي غزوة الحُديبية لما ثقُلت على المسلمين شروط صلح الحُديبية =
١٠٣- = والتي في ظاهرها نصر للمشركين ،
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي بكر الصديق : يا أبا بكر ألسنا على الحق ؟ =
١٠٤- قال : بلى ، قال عمر : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟
قال : بلى ، قال عمر : فَلِمَ نُعطي الدنية في ديننا ؟؟ =
١٠٥- = فقال أبوبكر رضي الله عنه : ياعمر إنه رسول الله ،
وليس يَعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك بغرزه ، فوالله إنه على الحق .
١٠٦- وفي هذا الحديث دلالة على أن أبا بكر كان أكمل الصحابة وأعرفهم بأحوال النبي ﷺ
وأعلمهم بأمور الدين وأشدهم موافقة لأمر الله.
١٠٧- وكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه من أعظم الصحابة
في الحرص على فعل الخيرات والتنافس فيها ، فقد دعا النبي ﷺ الصحابة =
١٠٨- على الصدقة يوماً فقال عمر رضي الله عنه : اليوم ،
أسبق أبا بكر الصديق ، فجاء عمر بنصف ماله فقال له ﷺ: ما أبقيت لأهلك ؟ =
١٠٩- = قال عمر : مثله ، فجاء أبو بكر بكل ماله ، فقال له النبي ﷺ :
ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر ؟
قال : أبقيت لهم الله ورسوله =
١١٠- = فقال عمر رضي الله عنه : والله لا أسابقك إلى شيء أبداً .
هكذا كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه .
١١١- قال النبي ﷺ يوماً في عبدالله بن مسعود : "
مَن سرَّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل ، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
١١٢- فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك من النبي ﷺ قال :
والله لأغدون إلى ابن مسعود فأُخبره – وهذا من حرصه لحب الخير لابن مسعود -.
١١٣- فذهب عمر لابن مسعود ليُبشِّره بكلام النبي ﷺ
الذي قاله فيه ، وإذا به يجد أبا بكر الصديق سبقه إليه وبشَّره =
١١٤- = فلما رأى عمر ذلك ، قال :
والله ما سابقت أبا بكر الصديق إلى خير قط إلا سبقني إليه .
الى اللقاء مع الحلقة الثامنة
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ