الحلقة الرابعة٤٨- خرج رضي الله عنه من مكة مُهاجراً إلى الحبشةفلما وصل إلى منطقة برك الغماد باليمن ،لقيه ابن الدُّغنَّة سيد قبيلة القارة .٤٩- فقال : أين تُريد يا أبا بكر ؟؟قال : أخرجني قومي– أي تسببوا بإخراجي بسبب العذاب – وأُريد أن أسيح في الأرض أعبد الله .٥٠- فقال ابن الدُّغنَّة :إن مثلك لا يَخرج ولا يُخرج ،إنك تكسب المعدوم ، وتصل الرحم ، وتُقري الضيف ،وتُعين على نوائب الحق .٥١- هذه الصفات لأبي بكر الصديق رضي الله عنه هي نفس الصفات التي وصفت بها خديجة رضي الله عنها النبي ﷺ لما نزل عليه الوحي .٥٢- ثم قال ابن الدُّغنَّة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : ارجع واعبد ربك ببلدك فأنا لك جار – يعني حامٍ لك -.٥٣- ورجع وارتحل ابن الدُّغنَّة مع أبي بكر الصديق ، وأخبرهم أن أبا بكر الصديق في جواره ،فلم تُكذب قريش جواره .٥٤- وقالت قريش لابن الدُّغنَّة :مُر أبا بكر يعبد ربه في بيته ،ولا يستعلن به علينا ، فإنَّا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا .٥٥- ولبث أبوبكر الصديق رضي الله عنه لذلك يعبد ربه في بيته ولا يستعلن بصلاته ،ولا يقرأ القرآن في غير بيته .٥٦- ثم بَنى أبو بكر الصديق مسجداً صغيراً بفناء بيته –أي أمام بيته – وكان يُصلي فيه ويقرأ القرآن فيه .٥٧- فهو أول مَن بَنى مسجداً في الإسلام .خافت قريش من بناء المسجد الذي بناه أبوبكر الصديق ، وأخبرت ابن الدُّغنَّة فرد جواره .٥٨- وهكذا رد أبوبكر الصديق جوار ابن الدُّغنَّة ،وبقى رضي الله عنه في مكة ، ولم يخرج منها إلى وقت الهجرة إلى المدينة .٥٩- ولما أمر النبي ﷺ أصحابه بالهجرة إلى المدينة وهاجر كل مَن يستطيع الهجرة ،جاء أبوبكر الصديق إلى النبي ﷺ يستأذنه بالهجرة .٦٠- فقال له النبي ﷺ :" على رِسلك – يعني على مهلك –لعل الله أن يَجعل لك صاحباً .يقصد النبي ﷺ بالصاحب نفسه ﷺ .٦١- وفي رواية ابن إسحاق في السيرة ،قال النبي ﷺ لأبي بكر الصِّديق :" لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحباً ".الى اللقاء في الحلقة الخامسة
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ