الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) عمر بن الخطاب في نظر المفكرين الغربيين - كوستاف ويل Gustav Weil








عمر بن الخطاب في نظر المفكرين الغربيين

 


تاليف

تحسين فلاح السلطاني

 


كوستاف ويل  Gustav Weil

 


مستشرق ألماني يتحدث عن أمير المؤمنين الفاروق رضي الله عنه بأحلى كلام فيقول مفتتحا كلامه عن اثر إسلامه :

(لما دخل عمر في الإسلام كان تلك النجمة الميمونة التي أشرقت في مرحلة طفولة الإسلام ثم حطت على رؤوس المسلمين . ووصفه أبي بكر فقال: " لقد كان حذرا ,نشيطا , خالي الذات من الأنانية ,ودائما هدفه الوحيد هو تحقيق الرفاهية والازدهار للدولة الإسلامية "

و إذا تكلمنا عن تقواه الصادقة و وعيه وبساطته الأبوية فهو في ذالك أصبح مثلا يقتدي به الحكام الذين جاؤوا بعده . و في عصر النبي وأبي بكر استخدم  ببراعة تأثيره القوي في خدمة المسلمين .

أما في مجال ترشيد توظيف الأموال والاقتصاد فانه فاق بذالك سلفه أبي بكر.وكان طعامه خبز الشعير والتمر والزيتون والماء الصافي و فراشة محشو بالخوص.وكان لديه ثوبين واحد يرتديه في الصيف والآخر في الشتاء يرى عليهن الكثير من الرقعات . حج كل الأعوام ولم يفوت حجة قط وفي كل حججه ما استخدم خيمة بل كان يضلل رأسه بثوبه لحمايته من أشعة الشمس الحارقة, هكذا عاش الرجل والذي كان وبلا منازع سيد الجزيرة العربية . و في عهده فتح قادة جيشه أجمل و أثرى المقاطعات في بلاد فارس و الإمبراطورية البيزنطية . وكان كل سعيه ينصب على تحقيق العدالة والحفاظ على نقاوة الدين.وامتنع عن إبقاء رجلا فترة أطول على رأس الجيوش الإسلامية  في  بلاد الشام مثل خالد لأنه لوث مجده العسكري بالقتل و الفسق , على الرغم – تابع *

____________________________________

(1) هذا الكلام غير مقبول من المؤلف في حق خالد سيف الله المصبوب على الكافرين .والمؤلف يقصد بالقتل والفسوق هو إقدام خالدا رضي الله عنه على قتل مالك ابن نويرة و تزوج امرأته بعد موته  ويجب علينا أن لا نظلم خالدا ونؤاخذه بروايات التاريخ الضعيفة التي لا سند لها ولا أصل وأكثر المؤرخين الذين رووا هذا الأقاصيص لم يوردوا لها إسنادا كي نعرف حقيقتها وبذالك فهي ساقطة عن الاعتبار و إن إدراجها بعض إعلام الأمة في كتبهم أمثال الذهبي وابن كثير وابن الأثير والطبري . و نحن لا ننكر أن خالدا قتل مالك ولكن ننكر من قال انه قتله مسلما طمعا في التعريس بزوجته الجميلة وخالد لما قتل مالك لم يقتله عبثا ولكن لما رأى عليه من إمارات الردة عن الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم قال (من بدل دينه فاتلوه) يقول ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة " ج5  ص524: (ومعلوم أن خالدا قتل مالك بن نويرة لأنه رآه مرتدا فإذا كان لم يدخل بامرأته فلا عدة عليها عند عامة العلماء وإن كان قد دخل بها فإنه يجب عليها إستبراء بحيضة لا بعدة كاملة في أحد قوليهم وفي الآخر بثلاث حيض وإن كان كافرا أصليا فليس على امرأته عدة وفاة في أحد قوليهم وإذا كان الواجب استبراء بحيضة فقد تكون حاضت ومن الفقهاء من يجعل بعض الحيضة استبراء فإذا كانت في آخر الحيض جعل ذلك استبراء لدلالته على براءة الرحم وبالجملة فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم وهذا مما حرمه الله ورسوله) .

وقد نقل بعض المؤرخين قصص تشم منها رائحة الخرافة من قبيل أن خالدا جعل رأس مالك أثفية من أثافي قدور الطعام و إنه أوقد نار القدور بلمة رأسه و هذه القسوة لا يمكن أن نتصور إنها تصدر من صحابياً عربياً شهما قد رضع طهارة النبوة  و راض طبعه برحمة الإسلام و لينه و حضارته و تمدنه .

ولهذا السبب كان عمر ناقما على خالد لان اعتقد أن خالد كان مخطئا في قتل الرجل والبناء بزوجته بعد الإستبراء وقد طلب من أبي بكر عزل خالد عن قيادة الجيش فلم يقبل الصديق هذا الطلب وأبقى خالدا على هرم القيادة العسكرية وقال "كيف اشيم سيفا سله الله على الكافرين " وكان الصديق يدرك أن الجيوش الإسلامية في حاجة ماسة إلى خبرة خالد الحربية الهائلة وعمر رضي الله عنه لم يكن يدرك ذالك وهذه هي طبيعته رضي الله عنه فهو رجلا دوغماتيا في طريقة حكمه وقيادته , وبقيت هذه القضية تغلي في صدره إلى أن ولي الخلافة  فاصدر أمرا عزل فيه خالد و ولى مكانه أبو عبيدة الجراح رضي الله عنه وقال : " لا يلي لي عملا أبدا ".

 

 

 

* من استرجاعه لشرف الجيوش العربية في معركة اليرموك وحسم مصير الشام بتحقيقه نصرا حاسما على الجيوش المسيحية(رغم الفارق الهائل بين الجيشين من ناحية العدد) الذي أدى إلى استسلام دمشق عاصمة سوريا .

وقام عمر بترحيل اليهود من وادي القرى والنصارى من نجران لكي يصون الدين في الجزيرة العربية من العقائد الباطلة.ولما رحلهم سمح لهم بأخذ ممتلكاتهم المنقولة وأعطاهم أراضيا واسعة في البلدان التي يختارونها ويفضلوها.كما انه اصدر قرار ينص على وجوب ارتداء الغير المسلمين في البلدان المفتوحة ملابس تميزهم فيها عن المسلمين كي يعامل كل منهم وفقا لما هو مقرر.وشهد الإسلام في عصره انتشارا سريعا خارج الجزيرة العربية واصدر قرار عفو عن كل العرب الذين تخلفوا عن أبي بكر ولم يشاركوا في الحرب المقدسة ووزعهم على الجيوش فجزء التحق بجيش سوريا وجزءا في جيش بلاد فارس.وكان عفو عمر هذا سعيا منه لمضاهاة شيم الجيوش القديمة من حيث الشجاعة والبسالة وقد يكون هذا متأتي من قناعة دينية أو غيرها ) .

 


من كتابه " تاريخ الشعوب الإسلامية " "HISTORY OF THE ISLAMIC PEOPLES"

ص57-58.ترجمة خدا بوكش .طبع كلكتا ,1914.