الجمعة، 3 يونيو 2016

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) نداءات المؤمنين - يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ( الجزء الثاني و الأخير )






نداءات المؤمنين 

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ( الجزء الثاني و الأخير )



2 ـ عليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة إذا انتشر الفساد:

 أيها الأخوة هذا معنى رائع ومقبول ويأخذ الحد الأقصى، لكن معظم المسلمين إذا قرؤوا هذه الآية يفهمونها فهماً آخر، فهماً يتعلق بآخر الزمان إذا عمّ الفساد في الأرض، إذا أصبحت المادة هي كل شيء، أي:

(( إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ))

[ أخرجه الإمام الترمذي و أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

 شحاً مطاعاً، مادية مقيتة، يبيع الواحد آخرته بالدنيا، يبيع دينه بدينا غيره، وهوى متبعاً، الجنس، شغل الناس الشاغل، وإعجاب كل ذي رأي برأيه كبر وشهوة مسيطرة ومادية مقيتة هذه صفات آخر الزمان، هذه صفات الناس في آخر الزمان، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه، وإن سكت استباحوه.

(( موت كقعاص الغنم ))

[ الجامع الصغير عن معاذ بسند صحيح ]

 تطهير عرقي لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيما قُتل.

إذا وسد الأمر لغير أهله فلينتظر الإنسان الساعة:

 أيها الأخوة، هذا المعنى دقيق جداً في آخر الزمان، شحاً مطاعاً، مادية مقيتة، وهوى متبعاً، الناس يلهثون وراء الجنس، خيانات زوجية، انحرافات، اختلاط، تقريباً من شدة ما يشاهدون على هذه الصحون التي هي أخطر من غزو الأعداء، هذا غزو داخلي، غزو ثقافي، محي الهوية، إنهاء الشباب، يعني الآن الشباب يأخذهم اتجاهان تطرفيان، تطرف تشدد تكفير تفجير، تطرف إباحية إلغاء القيم والإباحية، الإسلام شيء آخر، فلذلك أيها الأخوة:

(( إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ))

[ أخرجه الإمام الترمذي و أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

 في هذا الوضع الصعب .

(( وإذا كان أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاؤكم، وأمركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ))

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

 إذا وسد الأمر لغير أهله:

(( يوم يكون المطر قيظاً، قيظاً جاء المطر خمسة وعشرين ميليمتر قيظاً، والولد غيظاً، ويفيض اللئام فيضاً، ويغيض الكرام غيضاً ))

[ رواه ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة ]

 فانتظر الساعة، هناك أشراط صغرى وأشراط كبرى، معظم الأشراط الصغرى تحققت، ففي هذا الوضع الصعب:

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))

[ أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

على كل إنسان أن ينجو بنفسه إن نصح الآخرين و لم ينتصحوا:

 تفهم الآية فهماً آخر:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ (105) }

( سورة المائدة )

 اكتفِ بنفسك ومن حولك، عليك بخاصة نفسك دقق ودع عنك أمر العامة، يعني

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))

[ أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

 من هم خاصة النفس ؟ جيرانك، أخوان مسجدك، زملاء عملك، أصدقاؤك، أقرباؤك، هذا معنى خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، فهذه الآية تفهم فهماً معاكساً .

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً ))

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105) }

( سورة المائدة )

 الناس في ضلال، في ضياع، غارقون في الشهوات، غارقون في أكل المال الحرام، غارقون في العدوان على أموال بعضهم بعضاً، وعلى أعراض بعضهم بعضاً، إذا كان الأمر كذلك ونصحتهم ولم ينتصحوا عليك بخاصة نفسك، أي انجُ بنفسك .

من استطاع أن يشد الآخرين إليه فليكن معهم وإلا فليبتعد عنهم :

 أيها الأخوة، لكن قد يقول أحدكم هل معنى هذا أن أتقوقع في البيت وألا أعمل، أقول لك لا، أنا أعلمك مقياساً دقيقاً هذا المقياس الدقيق هو لعبة شد الحبل، كيف ؟ إن جلست مع الناس، ومكنك الله أن تؤثر فيهم، وأن تعرض أفكارك عليهم، هم يتقبلون منك ذلك فاجلس معهم، وإن رأيت نفسك تميل إليهم، وإلى أن تسلك سلوكهم جذبوك، أغروك، أغروك بمعصية، بتقصير، بشيء لا يرضي الله، إياك ابتعد عنهم، المقياس لعبة شد الحبل، إن استطعت أن تشدهم إليك كن معهم وإلا فابتعد عنهم، انجُ بنفسك .

من اهتدى بهدي الله عز وجل لن يضره كيد الأعداء :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا (105) }

( سورة المائدة )

 المعنى الأول عليكم أنفسكم، عرفوها بربها، عرفوها بمنهجه، احملوها على طاعته، جاهدوا أنفسكم، عندئذ لن يستطيع عدوكم أن ينال منكم، عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم لقوله تعالى:

{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }

( سورة النساء )

 المعنى الثاني :

(( إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فالزم بيتك، وأمسك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة ))

[ أبو داود عن أبي ثعلبة الخشني]

 هذه الآية تشبه آية :

{ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }

( سورة البقرة الآية: 195 )

 قال علماء التفسير: تلقون بأيديكم إلى التهلكة إذا أنفقتم كل أموالكم، وتلقون بأيديكم إلى التهلكة إن لم تنفقوا شيئاً، فهذه الآية من الآيات التي تلفت النظر :

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) }

( سورة المائدة )

 والمعنى الثاني كما قلت لكم .

على كل إنسان أن يفكر بأن يقدم للآخرين ما يشدهم إلى الله عز وجل :

 إذاً الملخص الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم، قدم له شريطاً، ادعه إلى حضور خطبة، قدم له كتيباً، دلّه على عمل صالح، اعتنِ به، هذه دعوة في حدود ما تعلم ومع من تعرف، دقق، في حدود ما تعلم ومع من تعرف، مع من تعرف كما ورد في الحديث هم خاصة  أنفسك، أقرباؤك، أهلك، جيرانك، أصدقاؤك، زملاؤك، أهلك الزوجة والأولاد، أقرباؤك الأعمام والأخوال والأصهار، أهلك، أقرباؤك، زملاؤك في العمل، جيرانك، الدعوة إلى الله فرض عين في حدود ما سمعت، خطبة درس، قرأت كتاباً، تأثرت بآية:

(( بلغوا عني ولو آية ))

[ أخرجه أحمد والبخاري والترمذي عن ابن عمرو ]

 إذاً ما لم تفكر أن تقدم شيئاً لإنسان آخر تأخذ بيده إلى الله فالمشكلة خطيرة، فإن لم تفعل فقد خسرت ربع النجاة بنص الآية الكريمة :

{ وَ الْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ }

( سورة العصر )

والحمد لله رب العالمين