فوائد
قيل لأبي عثمان النيسابوري : ما أرجى عمل عندك؟ قال: كنت في صُبُوَّتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبى، فجاءتني امرأة، فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها – وكان فقيرًا – فزوجني منها، وفرح بذلك؛ فلمَّا دخلَتْ إليَّ رأيتها عوراء عرجاء مشوهة!! قال: وكانت لمحبتها تمنعني من الخروج، فأقعد حفظًا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئًا، وإني على جمر الغضى من بغضها، قال: فبقيت هكذا خمس عشرة سنة حتى ماتت، فما من عملي شيءٌ هو أرجى عندي من حفظي لقلبها .
(كيف أخدم الإسلام؟) كلمة رنَّانة لها في القلب وَقْع وفي النَّفس أثر. الدعوة إلى الله باب مفتوح لكل مسلم ومسلمة والناس بين مُقِلٍّ ومُسْتكثر، قال ابن القيم رحمه الله عن الدعوة: إنها أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها، وهي وظيفة المُرسلين وأتباعهم .
قال ابن تيمية رحمه الله: ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعم به والْتَذ، غير مُنعم له ولا مُلتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجده عنده، ويضره ذلك .
[مجموع الفتاوى] .
المسلمون هم أمة الوسط { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } [البقرة: 143] والمسلم معتدل في أكله ومعيشته، وفرحه وحزنه، ومنعه وعطائه، وحبه وبغضه، وفي الحديث: « أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل » .
سُئِل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: ما حكم الصور الموجودة في الحقائب المدرسية وغيرها هل تلحق تلك الحقائب بالملبوس أم لا؟ فأجاب: هي ليس من الملبوس ولا من المُمتهنة، بل هي في الحقيقة مثل الأواني بين بين، ولهذا أرى من الاحتياط أن نترك هذه، أو أن يُخاط على الرَّأس، أو يكون بلون آخر حتى لا يتضح .
ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل، لا يختلج في قلبه اعتراض، ولا يُساكن نفسه فيما يجري وسوسة، وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه وقوي تسليمه، وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك ولا مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المُناظرة، كما جرى لإبليس، والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء .
[صيد الخاطر] .
قال ابن تيمية: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج" [الفتاوى]. قال ابن الجوزي: "وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجًا صالحًا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لِمَا يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها، أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي, ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه"! حكمه: المرأة إذا طال لسانها قصرت أيامها في قلب الرَّجل وبيته! .
فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم - الجزء الثاني