الجمعة، 1 أبريل 2016

[zmn1.com] مدارج السالكين درس التاسع عشر



🖌✨مدارج السالكين بين منازل ✨🖌
       🍁 إياك نعبد وإياك نستعين 🍁
🔹 للإمام العلامة :  إبن القيم الجوزية 🔹
     🍂  الدرس التاسع عشر  🍂

🍁💫 إذاً تناولنا في الدروس السابقة منازل السائرين إلى الله في ظل إياك نعبد وإياك نستعين ، فعرضنا : 

🌟 منزلة يقظة العبد من غفلته (اليقظة) ، ثم بَصرهُ للحق (البصيرة) ، وحين أبصر عزم على الطاعة وترك المعصية (العزم) ، فأتته فكرة دافعة للعمل (الفكرة) ، ثم حاسب نفسه على ما قصر سابقاً في حق الله وأذنب ، وعلى ما كان من خلل في عبادته وتجرأ على خالقه في معصيته (المحاسبة) ، فأدرك عظيم جُرمه في حق الله ، فحبس نفسه وألجمها بالتوبة ، فتاب (التوبة) ، وأناب بباب ربه (الإنابه) يرجوا عفوه سبحانه وكرمه ، وتذكر عظيم جرمه وكرم ربه (التذكر) ، 
          ✨فعلم أن لا ملجأ له إلا الله ، ✨
🍁💫 فاعتصم به اعتصام الضعيف الذليل بمن بيده خلاصه ونجاته (الإعتصام) ، وفر فرار الخائف من الهلكة إلى رياض ربه ورضاه (الفرار) ، فأصبح يرغم نفسه ويروضها على الطاعة ليألفها (الرياضة) ، فسمع مراد ربه منه ، فعلم ما ينفعه وما يضره (الإستماع) ، وحين سمع وعلم أتى على منزلة الحزن ... 

👈🏻 وهو محور درس اليوم بإذن الله .. ولكن حزن المؤمن لا يشبه الحزن الذي يلهي عن الطاعة ويلفت القلب عن الإقبال على الله ،، فألقوا مسامع قلوبكم ، وارجوا الله صلاح قلوبنا  ...🍁


🍁💫 فصل : منزلة الحزن 💫🍁 

🖌✨ ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين: منزلة الحزن.

🍂 وليست من المنازل المطلوبة ولا المأمور بنزولها ، وإن كان لا بد للسالك من نزولها ، ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهيا عنه أو منفيا.

🌟 فالمنهي عنه كقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا}
🌟 وقوله: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } في غير موضع 
🌟 وقوله: { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا }
🌟 والمنفي كقوله: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

✨ وسر ذلك أن الحزن موقف غير مسير ، ولا مصلحة فيه للقلب وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه 

🌟قال الله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}

🌟  ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث لأن ذلك يحزنه.

🍂 فالحزن ليس بمطلوب ولا مقصود ولا فيه فائدة وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن " فهو قرين الهم والفرق بينهما :
💫 أن المكروه الذي يرد على القلب إن كان لما يستقبل أورثه الهم 
💫 وإن كان لما مضى أورثه الحزن 
👈🏻 وكلاهما مضعف للقلب عن السير مقتر (يقلل) للعزم.

🍁✨ ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ }
✨  فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم.

🌟 وأما قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ}

🍁  فلم يمدحوا على نفس الحزن وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم حيث تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعجزهم عن النفقة ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم بل غبطوا نفوسهم به.

🌟 وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد يكفر بها من سيئاته» لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه.

 💫 كان ﷺ دائم البشر ضحوك السن كما في صفته الضحوك .. صلوات الله وسلامه عليه.

🍂 .. الحزن مصيبة من المصائب التي يبتلي الله بها عبده فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه أحب صبره على بلائه...و المؤمن حزين على ذنوبه والفاجر لاه لاعب مترنم فرح.

🍁✨ وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} 

💫 فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده وحبيبه وأنه ابتلاه بذلك ، كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه.

🍁💫 ثم ذكر الإمام (بتصرف) أنواع المؤمنون في الحزن : فمنهم من يحزن لفقده لذة مناجاة الله ، ومنهم من يحزن لفواته الطاعة ، وخلو أيامه من القرب لله ، وهذا حال المؤمن فهو لا يحزن في هذة الدنيا إلا على ما فاته من نصيبه من طاعة الله والقرب منه .. وأما ما فاته من حظوظ في الدنيا فهو يعلم أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير ..

🖌🌟 وصلى اللهم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم 🖌🌟
🍁 جزى الله كل من ساهم في نشر هذا العلم و عَمِلَ به كل خير 🍁