الجمعة، 1 أبريل 2016

[zmn1.com] كيف نقدر نملي القلب بحسن ظن بالله


اخواتي في الله 

كيف نقدر نملي لقلب بحسن ظن با لله يعني كيف طريقة؟ 

الاجابة. : 
أما بعـد: 
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 
قَالَ اللَّهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي رواه البخاري 
وعن خلف بن تميم، قال

: قلت لعلي بن بكار ما حسن الظن بالله؟ قال:"ألا يجمعك والفجار في دار واحدة" .
وقال أحمد بن العباس النمري: وإني لأرجو الله حتى كأنني*** أرى بجميل الظن ما الله صانع. رواهما ابن أبي الدنيا في حسن الظن .

وتحقيق حسن الظن بالله يكون بأمور:

منها: معرفة أسماء الله وصفاته والاطلاع على حكمته سبحانه من الخلق ، وحكمته في العطاء أو المنع  فعلى سبيل المثال : فمعرفة أن الله سبحانه قادر حكيم، فعال لما يريد، ، كل ذلك يوجب حسن الظن بالله.
 يقول ابن القيم: وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفي ما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده.

ومنها : اجتناب المنكرات وإذا أتى الإنسان معصية تاب وظن أن الله سبحانه سيقبل توبته، وكذلك بإحسان العمل ورجاء الثواب والأجر والظن بأن الله يكافيء العبد على إحسانه.
 قال ابن القيم: ولا ريب أن حسن الظن إنما يكون مع الإحسان فإن المحسن حسن الظن بربه أن يجازيه على إحسانه ولا يخلف وعده ويقبل توبته وإنما المسىء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم والحرام تمنعه من حسن الظن بربه وأحسن الناس ظنا بربه أطوعهم له .

كما قال الحسن البصري: إن المؤمن أحسن الظن بربه فأحسن العمل وإن الفاجر أساء الظن بربه فأساء العمل . فكيف يكون يحسن الظن بربه من هو شارد عنه حال مرتحل في مساخطه وهو مع هذا يحسن الظن به وهل هذا إلا من خدع النفوس وغرور الأماني. 
انتهى 
من الداء والدواء لابن القيم .

ومنها: معرفة كرم الله وأن خزائن السماوات والأرض بيده وأن عطاءه لعباده لا ينقص مما عنده شيئا وأن منعه ليس لبخل حاشاه إنما هو لحكمة يعلمها سبحانه كما قال عزوجل في الحديث القدسي  يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه رواه مسلم

وكما قال صلى الله عليه وسلم: 
يد الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض فإنه لم يغض ما في يده رواه البخاري ومسلم
ومعنى (لا تغيضها):أي: لاتنقصها.
ومعنى (سحّاء):أي:كثيرة العطاء والبركة
 فكل هذه المعاني تجعل الإنسان حسن الظن بربه ولتعلمي أن في بعض المنع نعمة وفي بعض العطاء نقمة ، 

وقد قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ){البقرة: من الآية216}
والمؤمن الموفق إذا أصابه ما يكره أحسن الظن بربه وعلم أن الذي ابتلاه أحكم الحاكمين، 
وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه ، ولا ليعذبه به ، 
وإنما ليمتحن إيمانه وصبره ورضاه ، وليسمع تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحا ببابه ، لائذا بجنابه ، مكسور القلب بين يديه ، رافعا الشكوى إليه" 
انتهى من تسلية أهل المصائب لمحمد المنبجي الحنبلي .

وحَسَنُ الظن بربه يتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له رواه مسلم . وراجع الفتوى رقم: 96876  وفيها: وسائل استجلاب حسن الظن بالله .
ولمعرفة سبب الخلل في عدم تحقق ما تدعي به راجع الفتوى رقم: 119608،  وفيها آداب الدعاء وشروطه وأسباب إجابته.

واعلم أن إجابة الدعاء قد تكون بأمور أخرى غير تحقق ما تطلب ، وقد بينا هذا في الفتاوى التالية أرقامها: 72867 ، 125921 ، 111052 فراجعها.

 والله أعلم.

السؤال الثاني 

كيف نعرف إن رب العالمين راضي علينا

الاجابة :
مما لا شك فيه أن منزلة الرضا من أعلى المنازل وأعظم الغايات التي يحرص كل مسلم صادق على تحقيقها والوصول إليها؛ 
وذلك لما يترتب عليها من ثواب عظيم وأجر كبير في الدنيا والآخرة، 

حيث قال صلى الله عليه وسلم عن حال المؤمن في الدنيا (فمن رضي فله الرضا) أي الأمن والأمان والسعادة والاستقرار والحياة الطيبة، وهذه هي غايات كل إنسان عاقل

، وهذا واقع ومشاهد من سير السلف الصلح الذين كانوا ينعمون بنوع من الرضا، جعلهم وكأنهم في جنة وليسوا في دار شقاء، 
حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: (من حرم جنة الدنيا، حرم جنة الآخرة) 
ويقصد بها بركة الطاعة والآثار المترتبة عليها، والتي من أهمها بل وعلى رأسها الأنس بالله، وقال أيضاً: (ماذا يصنع أعدائي به، أنا جنتي وبستاني في صدري) وهذا كناية عن الأمن والأمان والرضا والأنس بالله الذي ملأ الله به قلبه.

وأما الرضا في الآخرة فهو شيء يفوق الوصف والخيال، حيث يقول صاحب العظمة والجلال لأهل الجنة : (أحل عليكم رضواني ولا أسخط عليكم بعد ذلك أبداً) اللهم اجعلنا منهم.

ومن أهم علامات الرضا.:

1- الإعانة على الطاعة، وتيسير أسباب الخير، ودوام الاستقامة.

2- أن يربط الله على قلب المؤمن، فلا يجزع كغيره، ولا يضجر ولا يتأفف مهما كانت المصائب.

3-الاطمئنان إلى موعود الله بالنصر والتمكين للمؤمنين مهما كثرت الخطوب والمحن.

4- عدم الانشغال بقضية الرزق، وعدم جعلها هما مطلقاً حتى مع الفقر الشديد ليقين العبد أن رزقه مكتوب، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، وأن الذي عليه فقط هو السعي والأخذ بالأسباب، مع الدعاء، وليقدر الله ما يشاء.

5- محبة الخلوة بالله، وقراءة القرآن، وعدم الملل والسامة من ذلك.

6- محبة مجالسة الصالحين وأولياء الله، وكثرة ذكره على كل حال.

7- الحرص على طلب العلم الشرعي والإعانة على ذلك، مع التوفيق للتطبيق.

هذه - هي بعض علامات رضا الله عن عبده، 
فإذا كانت فيك فأبشر بخير، وإن لم تكن موجودة فاجتهد في تحصيلها، وأبشر برضى ورضوان ورب غير غضبان.

والله الموفق ،