الأربعاء، 8 يونيو 2016

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) فوائد من كتاب آداب النفوس - حَقِيقَة التوسل بحب الصَّالِحين






حَقِيقَة التوسل بحب الصَّالِحين

اعْلَم يَا أخي أَن عَلامَة حبك إيَّاهُم لزومك محجتهم مَعَ استقامة قَلْبك وَصِحَّة عَمَلك وَصدق لسَانك وَحسن سريرتك لأمر دنياك وآخرتك كَمَا كَانَ الْقَوْم فِي هَذِه الْأَحْوَال فَهَذَا يُحَقّق مِنْك صدق دعواك لحبهم والتمسك بسنتهم فَإِذا صحت فِيك ومنك هَذِه الْخلال كصحتها مِنْهُم وَفِيهِمْ كنت صَادِقا فِي حب الْقَوْم وَحسن الِاتِّبَاع لَهُم وَإِن كنت مُدعيًا لحبهم وَأَنت مُخَالف لأفاعيلهم عَادل عَن سَبِيل الاسْتقَامَة لطريق المحجة الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فَأَنت مائل الى مُوَافقَة هَوَاك عَادل عَن مسيرتهم وَلست بصادق فِي دعواك .



لَا تجمعن على نَفسك الْخلاف لمحجتهم وَالدَّعْوَى أَنَّك على سبيلهم فَمَتَى فعلت ذَلِك صَحَّ مِنْك جهل وَكذب وتعرضت للمقت من اللَّطِيف الْخَبِير وَلَكِن إِقْرَارا واستغفارا فَذَلِك أولى بِمن كَانَت هَذِه صفته وَليكن لَك يَا أخي فِي الْحق نصيب فَإِنَّهُ قد قيل ليَأْتِيَن على النَّاس زمَان يكون الْمقر فِيهِ بِالْحَقِّ ناجياً .


فوائد من كتاب آداب النفوس - 
للحارث المحاسبي