لا تحزن
لا تحزنْ منْ قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، فإن القِلَّةُ معها السّلامةُ - لا تحزنْ ممَّا يُتَوَقَّع
لا تحزنْ منْ قلَّةِ ذاتِ اليدِ ، فإن القِلَّةُ معها السّلامةُ
كلّما ترفَّهَ الجسمُ تعقدتِ الروحُ ، والقلَّةُ فيها السلامةُ ، والزهدُ في الدنيا راحةٌ عاجلةٌ يقدِّمها اللهُ لمن شاءَ من عبادهِ : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ﴾ .
قال أحدُهم :
ماءٌ وخبزٌ وظِلُّ |
| ذاك النعيمُ الأجَلُّ |
كفرتُ نعمةَ ربِّي |
| إنْ قلتُ إني مُقلُّ |
ما هيَ الدنيا إلا ماءٌ باردٌ وخبزٌ دافئٌ ، وظلٌ وارفٌ !!
وقال الشافعي :
أمطري لؤلؤاً سماء سرنْديـ |
| ـبَ وفيِضي آبارَ تكْرُور تبِِرا |
أنا إنْ عشتُ لستُ أعدمُ قوتاً |
| وإذا متُّ لستُ أعدمُ قبرا |
همَّتي هِمَّةُ الملوكِ ونفسي |
| نفسُ حرٍّ ترى المذلَّةَ كُفْرا |
إنها عزَّةُ الواثقين بمبادئِهمْ ، الصَّادقين في دعوتِهِمْ ، الجادّين في رسالتِهِمْ .
لا تحزنْ ممَّا يُتَوَقَّع
وُجدَ في التوراةِ مكتوباً : أكثرُ ما يُخاف لا يكونُ !
ومعناهُ : إنَّ كثيراً مما يتخوَّفُهُ الناسُ لا يقعُ ، فإنَّ الأوهامَ في الأذهانِ ، أكثُر من الحوادثِ في الأعيانِ .
إذا جاءك حدثٌ ، وسمعتَ بمصيبةٍ ، فتمهَّلْ وتأنَّ ولا تحزنْ ، فإنَّ كثيراً من الأخبارِ والتوقُّعات لا صحَّة لها ، إذا كان هناك صارفٌ للقدرٍ فيُبحثُ عنهُ، وإذا لم يكنْ فأين يكونُ؟!
﴿ َأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ{44}فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ﴾.