الثلاثاء، 30 يونيو 2015

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) " الصفقة الرابحة " قصة وعبرة







" الصفقة الرابحة "


الصحابةُ- رضوان الله عليهم- قَدَّمُوا البذلَ والتَّضْحية والفداء من أجل هذا الدِّين العظيم، فكانوا نعم الأنصار له، وخير المجاهدين في سبيله، حين استلهموا الإسلام واقعًا يطبقونه في السلوك وشعورًا يحسونه في الضمير، فأخلصوا له حق الإخلاص، وفدوه بكل عال ونفيس؛ فقد دعاهم إلى الهجرة فانطلقوا سراعًا وتركوا مكة وفي قلوبهم حنين، وفي نفوسهم لوعة، مؤثرين العقيدة على مواقع الصبا ومرابع الطفولة، ومواطن الذكريات والحنين، ودعاهم داعي الجهاد فكانوا الفرسان الأشاوس الذين يرتاع منهم الروع، وهاجروا إلى الله ورسوله مسجلين أخلد الأمثلة الرائعة في مجال الفداء والتضحية والإيمان العميق الحق، ولنستمع إلى هذه القصة :

 لما أقبل صهيب مهاجرًا نحو النبي صلى الله عليه وسلم وتبعه نفر من قريش وقالوا له : أتيتنا صعلوكًا ثم أصبت بين أظهرنا المال، وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج أنت ومالك ! والله لا يكون ذلك فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال : يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً، وأيم الله لا تصلون إليَّ حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، افعلوا ما شئتم ثم قال صهيب : أرأيت إن جعلت لكم مالي، أَتُخَلِّون أنتم سبيلي ؟ قالوا : نعم، فخلع لهم ماله، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال : «ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى» ونزلت : ?وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ? [البقرة : 207]

 (رواه أحمد في فضائل الصحابة وعبد الرزاق في المصنف بنحوه وابن أبي حاتم والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم وانظر الإصابة , الحلية) .



من كتاب من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه - للكاتب إبراهيم بن عبدالله الحازمي