وقفات مع رحلة العمرة . . .
بفضل الله أتممت عمرتي ، و أسأل الله قبولها ،
و بعد أن استرحت قليلا من عناء السفر تفكرت في حالي الذي هو حال كل مسافر .
تفكرت فتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم :
" السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه "
و معنى الحديث أن السفر يمنعك كمالها ولذيذها ،
لما يصاحب السفر من المشقة والتعب و خشونة العيش ،
ومقاساة الحر والبرد و الخوف ، ومفارقة الأهل والأحباب .
تفكرت فتذكرت أننا لا ينقطع سفرنا حتى تنقضي آجالنا ،
فنحن في سفرٍ منذ أن وُلدنا ، في سفر إلى الدار الآخرة .
فَهَلاّ اعتبرنا !!!!
هلاَّ أعددنا الزاد ليوم الرحيل ؟!!!!
فالنعيم الحقيقي يكون بالدخول للجنان بمنة الرحمن .
تفكرت في حياتنا مع ما يصاحبها من نعيم دائم ، فَنِعَمُ الله لا تنقطع عن أحدنا
فكم من الأبناء عندك و غيرك يتمنى الولد ؟؟!!!
كم من فقير و أنت في غنى عن طلب الناس ؟!!!
كم من خائف و أنت تتنعم بالأمن و الأمان ؟!!!
و كم و كم و كم ؟!!!
فإن حرمك الله شيئا لحكمة بالغة عنده أنعم عليك بأشياء أنت تغفل عن شكرها .
فلماذا ننظر دائما إلى ما لا نملكه و ننسى شكر ما نملكه ؟!!!!
تفكرت في حالنا هل أدينا حقاً شُكر النعم التي نعيش حتى نطلب غيرها ؟!!!
فالكثير يعتقد أن الشكر يكفي بلسانه ، و الحقيقة أن شكر القلب هو المطلوب .
فلو شكرت حقا بقلبك لما نظرت إلى نِعَمِ غيرك ، لرضاك بما قُسِمَ لك ؟!!!
إنه الرضى بما أنعم الله عليك !!!!!
من أعظم مطالب الدنيا :
"أن يكفيك الله الهم"
ومن أعظم مطالب اﻵخرة أن :
"يغفر الله لك الذنب "
وهما مضمونان ومكفولان بكثرة الصلاة والسلام على المصطفى ﷺ .
(( إذن تُكفَى هَمك ويُغفَر ذَنبك)) رواه الترمذي وصححه.
قال ابن تيمية رحمه الله:لأن من صلى على النبي ﷺ
صلاة صلى الله عليه بها عشراً, ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر له ذنبه.
فتزودوا
همسة . . .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
ﻟﻴﺲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺣﺪﻭﺩﻩ .
[ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻟﻨﻌﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ ]...
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ