الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

[zmn1.com] ما عبس .. وما تولى .. وعاقبة النّفاق




 


[ ما عبس .. وما تولى .. وعاقبة النّفاق ! ] .


هذهِ قصة ذكرها الشيخ المُحدث : أبو الأشبال " أحمد شاكِر " -رحمهُ الله - ، فى كِتابه " كلمة الحق " (صــ ١٤٩). 

يقصُ فيها عاقبة النفاق ، وانتقام الله ممن آذى رسوله - صلى الله عليه وسلم - .

 
يقولُ الشيخ : أحمدْ شاكر - رحمه ُالله -

 - بتصرف- : " 

كان " طه حسين " طالباً في الجامعة المصرية القديمة ،
 
وتقرر إرساله في بعثة إلى أوروبا فأراد حضرة السلطان حسين - رحمه الله -
 
 أن يكرمه بعطفه ورعايته ، فاستقبله في قصره استقبالا كريماً ،
 
وحباه هدية قيمة المغزي والمعنى.

وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف ،
 
خطيب فصيح متكلم مقتدر ؛ هو الشيخ " محمد المهدي خطيب مسجد عزبان" ،
 
وكان السلطان حسين - رحمه الله - مواظباً على صلاة الجمعة .

فصلى الجمعة يوماً ما بمسجد المبدولي القريب من قصر " عابدين " العامر ،
 
وندبت وزارة الأوقاف ذلك الخطيب لذلك اليوم ،
 
 وأراد الخطيب أن يمدح عظمة السلطان ،
 
وأن ينوه بما أكرم " طه حسين " وحق له أن يفعل،
 
 ولكن خانته فصاحته وغلبه حب التعالي في المدح فزل زلة لم تقم له قائمة من بعدها !!

إذ قال أثناء خطبته : " جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى !! " 

وكان من شهود هذه الصلاة والدي الشيخ - محمد شاكر -  وكيل الأزهر سابقاً - رحمه الله - فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة ! ، وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها ! ..

ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم - صلى الله عليه وسلم - تعريضاً لا تصريحاً ! .

لأن الله - سبحانه - عتب على رسوله - صلى الله عليه وسلم - حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى ،
 
 وهو يحدث بعض صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام . 

فأعرض عن الأعمى قليلاً حتى يفرغ من حديثه فأنزل الله عتاب رسوله في هذه السورة الكريمة .

ثم جاء هذا الخطيب الأحمق الجاهل ،
 
يريد أن يتملق عظمة السلطان - رحمه الله - وهو عن تملقه غني والحمد لله ،
 
فمدحه بما يوهم السامع أنه يريد إظهار منقبة لعظمته بالقياس إلى ما عاتب الله عليه رسوله ،
 
واستغفر الله من حكاية هذا ،
 
 فكان صنع الخطيب المسكين تعريضاً ب صلى الله عليه وسلم لا يرضى به مسلم وفي مقدمة من ينكره السلطان نفسه.

ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى !

 
فأقسمُ بالله ! : لقد رأيته بعيني رأسي بعد بضع سنين
 
وبعد أن كان متعاليا متنفخا مستعزا بمن لاذ بهم من العظماء والكبراء ،
 
 رأيتهُ مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة ! ،
 
يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلةٍ وصغارٍ حتى لقد خجلت أن يراني ! ،
 
 وأنا أعرفه وهو يعرفني ، لا شفقة عليه فما كان موضعاً للشفقة ! -
 
ولا شماتة فيه - فالرجل النبيل يسمو على الشماتة ، ولكن ما رأيت من عبرة وموعظة

 


 



وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ

 فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ