ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ:
« ﻟﻴﺲَ ﺍﻟﺸَﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺼﺮﻋﺔِ ﺇﻧَّﻤﺎ ﺍﻟﺸَﺪﻳﺪُ ﻣَﻦ ﻳَﻤﻠِﻚُ ﻧَﻔﺴَﻪُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐَﻀَﺐ »ِ
ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ : {ﻭﺍﻟﻜﺎﻇِﻤﻴﻦَ ﺍﻟﻐﻴﻆَ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﻦَ ﻋَﻦِ
ﺍﻟﻨﺎﺱِ } ﻭﻛﺬﻟﻚ : { ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻏَﻀِﺒﻮﺍ ﻫُﻢ ﻳَﻐﻔِﺮﻭﻥَ }.
ﻓﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﻋﺪﻡ ﻓﻘﺪﺍﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﺮﺗﻜﺐ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﻏﻀﺒﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ.
ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮل الله ﷺ ﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻄﺎﻭﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻼ ﻳﻐﻀﺐ ، ﻭﻳﻨﻬﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﺫﻭﺍ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻬﻠﺔ ﻭﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮﻓﻖ ﺑﻬﻢ .
ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻐﻀﺐ ،ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺸﺘﺪ ﻏﻀﺒﻪ ﻓﻴﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺷﻜﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻛﺎﻥ ﷺ ﻳﻨﺼﺢ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ ﷺ : "ﺇﺫﺍ ﻏﻀﺐ ﺃﺣَﺪﻛُﻢ ﻓﻠﻴﺘﻮﺿَﺄ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀِ ﻓﺈﻧَّﻤﺎ ﺍﻟﻐَﻀَﺐُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺭِ "
سنن أبي داود ص 4152
ﺇﻥ ﻧﻬﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻦ ﻫﻮﺍﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺛﻮﺭﺍﻥ ﻏﻀﺒﻪ ﻭﻛﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﺪﺡ ﺭﺳﻮﻝ الله ﷺ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ ،ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﺃﺳﺮﻉ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻮﺍﺑﺎ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺃﺟﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻔﻲﺀ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺩﻟﻴﻞ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﻮﺍﻫﺎ.
ﻗﻴﻞ ﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ : ﺃﺟﻤِﻞ ﻟﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺎﻝ :
ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﻐﻀﺐ .
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﺎ ﺟﺮﻉ ﺭﺟﻞ ﺟﺮﻋﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﺟﺮﺍ ﻣﻦ ﺟﺮﻋﺔ ﻏﻴﻆ ﺇﺑﺘﻐﺎﺀ ﻭﺟﻪ ﺍلله.
ﻛﻴﻒ ﺗﺆﺩﻯ ﺻﻼﺓ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ؟ ﻫﻞ ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ ﺃﻡ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢٍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻞ ﺳﺮﺍً ﺃﻡ ﺟﻬﺮﺍً،ﻭﻛﻢ ﻋﺪﺩ ﺭﻛﻌﺎﺗﻬﺎ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺑﺎﻋﻴﺔ ﻫﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﺼﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﻛﻌﺔ ﺳﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ؟
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺ ( ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ ﻓﺈﺫﺍ ﺧﺸﻲ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺻﻠﻰ ﺭﻛﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻮﺗﺮ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺻﻠﻰ) , ﻓﺎﻟﺴﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﻟﻔﻌﻠﻪ ﷺ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﻬﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺴﻨﺔ , ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﷺﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﺭﻛﻌﺔ ﺃﻭ
ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻀﻞ, ﻭﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ, ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ, ﺃﻭ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ؛ ﻷﻧﻪ ﷺﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻗﺎﻝ: (ﻣﺜﻨﻰ ﻣﺜﻨﻰ) ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺩ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻌﻴﻨﺎً, ﻓﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻛﺎﻟﺘﺮﺍﻭﻳﺢ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ, ﺃﻭ ﺻﻠﻰ ﺃﻛﺜﺮ
ﺃﻭ ﺃﻗﻞ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻟﻜﻦ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺸﺮ ﺃﻭ ﺇﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﷺ ﻭﺇﻥ ﺃﻭﺗﺮ ﺑﺨﻤﺲ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﷺ ﺃﻭ ﺃﻭﺗﺮ ﺑﺴﺒﻊ ﺳﺮﺩﻫﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﻳﺘﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻭﻳﻜﻤﻞ , ﻭﺇﻥ ﺃﻭﺗﺮ ﺑﺘﺴﻊ
ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺗﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺸﻬﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻭﺃﺗﻰ ﺑﺎﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺛﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﷺ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﺛﻨﺘﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻮﺗﺮ ﺑﻮﺍﺣﺪﺓ ﻣﻔﺮﺩﺓ, ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫ ﺗﻴﺴﺮ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻴﺴﺮ ﺻﻼﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻭ
ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ