سير أعلام النبلاء
الحلقة الحادية عشرة : أمير المؤمنين عمر
خلافته رضي الله عنه :
تولى أمر الخلافة فكانت خلافته رحمه ، واستمرت ١٠ سنوات .
هو أول مَن لُقِّب بأمير المؤمنين ، وكان أبوبكر الصِّدِّيق رضي الله عنه يُلقَّب بخليفة رسول الله ﷺ .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :... ثم استُخلف عمر ، فأقام واستقام ، حتى ضرب الدين بجرانه .
قال عمر رضي الله عنه للناس لما استُخلف : " إن ناساً يُؤخذون بالوحي في عهد النبي ﷺ ، وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيراً ، أمّنَّاه ، وقربناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، الله يُحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءًا لم نُؤمنه ولم نُصدقه ، وإن قال : إن سريرتي حسنة
وكان رضي الله عنه حريصاً على المسلمين ، فقد كتب إلى عتبة بن فرقد بأذربيجان فقال له : ياعتبة إنه ليس من كدِّك ، ولا كدِّ أبيك ، ولا كدِّ أمك ، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك.
رواه البخاري
كان لا يأكل إلا الخبز اليابس والزيت .
جوع الخليفة والدنيا بقبضته ...
في الزهد منزلة سبحان مُوليه
فمن يُباري أبا حفص وسيرته ...
أو من يُحاول للفاروق تشبيها
في عهد عمر رضي الله عنه في أواخر سنة 17هـ ،
أصاب الناس في الحجاز قحط شديد ، فقلَّ الطعام ، وجفَّت ينابيع الأرض ، وغارت مياه الأبار ، حتى سُمي هذا العام بعام الرمادة ، ودامت هذه الأزمة تسعة أشهر
وحرَّم عمر رضي الله عنه الطعام على نفسه ، حتى يشبع آخر المسلمين ،
فكان بطنه يُقرقر من شدة الجوع فنقره بإصبعه
وقال : قرقر أو لا تقرقر ، فوالله لا تأكل السمن حتى يأكله الناس ، وضعف جسمه ،
واسود لونه رضي الله عنه .
قال أسلم : لو لم يَرفع الله البلاء عام الرمادة لظننا أن عمر يموت همّا لأمر المسلمين .
وأخذ رضي الله عنه يحث الناس على كثرةِ الصلاة والدعاء واللجوء إلى الله ،
وكان يُصلي الليل يدعو الله بأن يرفع هذا البلاء .
قال ابن عمر : سمعت عمر بالليل يدعو :" اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي ".
ثم إنه رضي الله عنه كتب إلى عُمَّاله في الأمصار يطلب منهم المدد ، فجاءه المدد من كل مكان ورفع الله عنهم هذا البلاء .
فهكذا كان حال عمر رضي الله عنه مع رعيته ، وحرصه عليهم .
وفي خلافته رضي الله عنه استتبَّ الأمن، وأمن الناس بعضهم بعضاً ، وانتشر الخير بين الناس .
والى اللقاء مع الحلقة القادمة . . .
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ ما كَتَبَتْ يــداهُ
فلا تكتُب بِكَفِّـكَ غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ