فضائل ومناقب العشرة المبشرون بالجنة
للكاتب الإسلامي المصري/ سيد مبارك
2- عمر بن الخطاب - رضي الله تعالي عنه – الجزء الثاني
*موافقات عمر للقرآن
كان عمر رضي الله تعالي عنه ملهم هذه الأمة وفي كثير من المواقف وافق القراّن قبل نزوله ..
- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله تعالى عنه قال : ( قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث فقلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وآية الحجاب قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت هذه الآية)([1])
- و في رواية ثانية عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( أن عبد الله بن أبي لما توفي جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه فقال آذني أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر رضي الله عنه فقال أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين فقال أنا بين خيرتين قال استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم فصلى عليه فنزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)([2])
* و في رواية ثالثة عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( قال عمر وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم و في الحجاب وفي أسارى بدر)([3])
*إنكار عمر لموت النبي - صلى الله عليه وسلم
لا ريب أن خبر موت النبي صلى الله عليه و سلم قد زلزل كيان عمر من هول الصدمة وهو الرجل المؤمن القوي الشديد, و لكن لا ريب أيضاً إنه يعود إلي رشده وحكمته سريعاً وهذا ماحدث عندما قرأ أبا بكر أّية في كتاب الله تعالي .. ادرك عمر أنه قد ترك العنان لعواطفه فتجاوز احزانه سريعاً وعمل على اخماد فتنة كادت أن تنشأ بين المهاجرين و الأنصار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسرعة بديهته و شدته في مناصرة الحق كما سوف نرى ..
- وعن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقال إنك ميت وإنهم ميتون وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين قال فنشج الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة رضي الله عنها قالت شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا و قص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى الشاكرين)([4])
[1] -أخرجه البخاري ح/ 387
[2] -أخرجه البخاري ح/ 1190
[3] -أخرجه مسلم ح/ 4412
[4] -أخرجه البخاري ح/ 3394