الثلاثاء، 1 أبريل 2014

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية - (132) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد -1- (133) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد -2

 

 

 

 

المواعظ الإيمانية من الآيات القرآنية

 

 

أميـــر بن محمـــد المــــــدري

إمام و خطيب مسجد الإيمان - اليمن - عمران

 

 

(132) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد  -1- (133) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد -2

 

(132) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد  -1

 

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، و بعد :

فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ومن يطالع سيرة النبي عليه الصلاة و السلام وكيف بدأ دعوة الإسلام يتبين له أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا ذكر الناس ودعاهم إلى عبادة الله عز وجل أو أراد أن ينصحهم ويقيم عليهم الحجة كان يتلو عليهم آيات من القرآن الحكيم قال تعالى : ((فذكر بالقرآن من يخاف وعيد))، و قال : ((واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك))، و قال : ((وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير)) [الشورى:7].

حتى أنه في عبادته - عليه الصلاة والسلام - كان يتأول القرآن كما ذكرت عائشة - رضي الله عنها غير أن الذي لاحظته وشكا منه غير واحد من الأصحاب والطلاب جفوة كثير من الناس للقرآن ، فإذا ما أراد أن يناقش أحداً قلما استدل بالآيات بينما هو يكثر من ذكر أقوال الرجال وربما من حديث الرسول عليه الصلاة و السلام ولا ضير في الاستدلال بالسنة لكن الأولى تأخير السنة عن الكتاب .

وصنف آخر يقضون الساعات الطوال بعرض المسرحيات والأناشيد الإسلامية في الأندية والمناسبات بحجة الدعوة إلى الله!!، ولكنهم لا يعطون القرآن الكريم عشر معشار ما أنفقوه من الوقت فليس للقرآن إلا دقائق معدودات في الافتتاحيات .

و هذا خلاف هدي الرسول عليه الصلاة والسلام وأزكى التبريكات .

مجرد تلاوة القرآن وترتيله تؤثر في نفس الإنسان يستوي في ذلك المؤمنون والكافرون، لكن نوعية التأثير تختلف بين هؤلاء و أولئك .

فالكافر إذا استمع إلى القرآن ينفر منه ويشمئز وقد ذكر ذلك سبحانه وهو عليم بذات الصدور فقال : ((ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفوراً)) [الإسراء:41]. و قال : ((وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا(45)وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً)) [الإسراء: 45 - 46]، وقال: ((وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)) [الزمر:45].

إن الكافر ليحس من أعماقه بتأثير القرآن فيما يسمعه من هذا النظم العجيب، لقد بلغ من شدة تأثيره على المشركين أنهم كانوا يخرجون في جنح الليل يستمعون إلى تلاوة الرسول عليه الصلاة و السلام  و أصحابه الكرام و هم يقرأون ، حتى إنهم تواصوا فيما بينهم ألا يستمعوا له و أن يرفعوا أصواتهم بالضجيج حين تلاوته فقال تعالى  واصفاً هذه الحال منهم : ((و قال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)).

والكفرة من الجن أيضاً ينفرون من القرآن ففي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجعلوا بيوتكم مقابر و إن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان" .


و صلى الله على نبي الهدى و الرحمة محمد  صلى الله عليه و سلم .

 

(133) فذكر بالقرآن من يخاف وعيد -2

 

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :

إن  تأثير القرآن على نفوس المؤمنين وقلوبهم فذلك بزيادة الإيمان والخشوع والخشية والإنابة إلى الله عز وجل .

قال تعالى : ((إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون)) [الأنفال: 2]، وقال: (( و بشر المخبتين ، الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و الصابرين على ما أصابهم و المقيمي الصلاة و مما رزقناهم ينفقون)) [الحج: 35].

وقال: ((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين)) [المائدة:83]، وقال: ((الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد)) [الزمر: 23]، وقال : ((وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)) [التوبة: 124 - 125].

هذا الوجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم أي صنيعه بالقلوب وتأثيره على النفوس ذهب عنه كثير من الناس ولا يعرفه إلا القليل، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوماً ولا منثوراً إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق وتغشاها الخوف والفرق، تقشعر منه الجلود وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس ومضمراتها وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو للرسول صلى الله عليه وسلم من رجال العرب وفتاكها أقبلوا يريدون اغتياله فسمعوا آيات من القرآن فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول و أن يركنوا إلى مسالمته والدخول في دينه وصارت عداوتهم موالاة وكفرهم إيمانا .


وصلى الله على نبي الهدى و الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم .