الخميس، 27 فبراير 2014

[zmn1.com] الدعاء نوعان






الحمد لله

الدعاء نوعان :

النوع الأول : دعاء مقيد بزمان أو مكان أو عبادة أو عدد أو فضيلة :

كدعاء استفتاح الصلاة ، ودعاء دخول الخلاء ، والأدعية التي تقال عند النوم

 ، أو دعاء دخول المسجد ونحو ذلك .

فهذا النوع لا يجوز فيه استحداث دعاء آخر غير ما ورد به الشرع ،

فكما أنه يشترط فيه إخلاصه لله عز وجل ليكون مقبولا ،

فكذلك يشترط فيه المتابعة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وأما اتخاذ ورد غير شرعي ، واستنان ذكر غير شرعي فهذا مما ينهى عنه

 ، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة

 ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة

إلا جاهل أو مفرط أو متعد" انتهى .

"مجموع الفتاوى" (22/511) .

وقال العلامة المعلمي رحمه الله :

"وما أخسر صفقة من يَدَعِ الأدعيةَ الثابتة في كتاب الله عز وجل

أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يدعو بها ،

ثم يعمد إلى غيرها فيتحراه ويواظب عليه ، أليس هذا من الظلم والعدوان ؟!" انتهى .

"العبادة" (524) .

والذي ينبغي هو التزام ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم

من الأحاديث الصحيحة من الأدعية التي يدعى بها في الأوقات والأحوال المختلفة .

ولهذا اعتنى أهل العلم  بجمع الأدعية المأثورة لتكون بين أيدي الناس وفي متناولهم ،

فيستغنوا بها عن الأدعية المبتدعة التي لم تثبت .

قال الإمام الطبراني رحمه الله في مقدمة كتابه "الدعاء" (22) :

"هذا كتاب ألفته جامعا لأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

حداني على ذلك أني رأيت كثيرا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع

 ، وأدعية وضعت على عدد الأيام مما ألفها الوَرَّاقون

 ، لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه

 ، ولا عن أحد من التابعين بإحسان ، مع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه ،

فألفت هذا الكتاب بالأسانيد المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى .

وانظر جواب السؤال رقم (11017) .

أما النوع الثاني : فهو الدعاء المطلق :

وهو الذي يدعو به الإنسان في الأحوال أو الأوقات التي لم يرد فيها دعاء معين في الشرع

 ، مثل الدعاء في الثلث الأخير من الليل ونحوه .

فهذا ليس فيه دعاء معين مقيد من الشرع

 ، بل هو متروك لنفس كل داع ، يسأل الله تعالى حاجته

وفي هذا النوع لا حرج من الاستفادة من أدعية الصالحين ،

أو صيغ الدعاء الواردة في بعض الأحاديث الضعيفة ، إذ قد يكون فيها من جوامع الكلم ،

وحسن الثناء على الله ، وحسن المسألة ما يقربها إلى قلب المسلم

 ، بشرط ألا يكون في هذه الصيغ نكارة ، وألا يعتقد لها فضيلة معينة

 ، وألا يلازم الدعاء بها ، فلو دعا بها أحيانا فلا حرج في ذلك ؛ 

لأنه بالتزامها يعطيها مرتبة السنة .

(موقع الإسلام سؤال وجواب_فضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد))



http://www.tvquran.com