حج مبرور وذنب مغفور لكن ماذا بعد؟ 1-4
اليوم أو غدا يبدأ ضيوف الحمن في العودة الى أوطانهم وأهليهم بعد أن لبوا نداء ربهم وجميعهم يتمنى أن يكون حجه مبرورا وللحج المبرور أمارة وعلامة ولقبوله منارة وشامة سئل الحسن البصري رحمه الله: ما الحج المبرور؟
فقال: «أن تعود زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة».
لقد سارع قوم ممن أكرمهم الله ومن عليهم سارعوا الى أداء ما افترضه الله عليهم من حج بيته الحرام يدفعهم الطمع في ثواب الله والرغبة فيما أعده الله لحجاج بيته من عظيم الأجر ووافر الثواب: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
وأي فضل وأي جزاء للحاج أعظم من تكفير سيئاته وستر عيوبه واقالة عثراته وأي هدف أسمى وغاية أنبل من غفران الذنوب والتجاوز عن السيئات!! وان الرب ليدنو من الحجيج ويقول لملائكته: «أشهدكم أني قد غفرت لهم» فهنيئا للمخلصين في حجهم هنيئا لهم المغفرة والرحمة من الرب الرحيم الكريم.
ان فرح المسلم بقبول عمله ينبغي أن يكون أعظم من فرحه بالقيام بالعمل كما كان السلف الصالح رحمهم الله وذلك لأنهم قرأوا في كتاب ربهم: (انما يتقبل الله من المتقين) [المائدة:27] فمن تقبل عمله كان داخلا في عباده المتقين الذين وعدهم ربهم بأصناف الكرامات وجزيل الهبات.
ومن لم يتقبل منه عمله فما ذاك الا دخن في اخلاصه وايمانه حجبه عن أن يكون من المتقين الذين لا يتقبل الله الا منهم.
لقد ذكر بعض السلف أمارات ودلائل وعلامات تشير الى قبول الله العمل ورضاه عنه ومن أعظم هذه الأمارات والدلائل أن يرجع الحاج بعد حجه بحال غير الذي ذهب بها فيرجع وقد زاد ايمانه واشتد حرصه على التزام أوامر ربه والبعد عن مناهيه يرجع بقلب منيب لله خاشع راغب فيما عند مولاه يرجع بنفس تواقة للعمل الصالح مشتاقة لفعل الطاعات ومزاولة القربات ومتلهفة للتزود من الصالحات يرجع بجوارح مسارعة لفعل الخيرات والبعد عن المحرمات.
وعلى هذا فالحاج المقبول منه حجه ان شاء الله لا تجده الا حريصا على الصلوات مع الجماعات سباقا لأعمال البر والاحسان مراقبا لربه في جميع أحواله وسكناته يعمل جاهدا في أن لا يراه ربه الا حيث أمره سبحانه وتعالى بعيدا عن حياة اللهو والبطالة بعيدا عن الغفلة والتسويف.
لقد علمتنا مدرسة الحج حسن التأسي بالنبي فكانت تلك الأيام الخاليات موسما يزداد فيه المؤمن ارتباطا بهدي رسوله ترى الحاج يتحرى ويسأل ويتتبع ولا يحيد حتى يكون حجه كله وفق الهدي النبوي الكريم فما أجمل أن يجعل العبد المسلم هذا الاقتفاء وذاك الاتباع منهجه في حياته كلها في عبادته ومعاملته في مظهره ومخبره في حضره وسفره ونومه ويقظته وسلمه وحربه في أحواله كلها يكون قريبا من سنة نبيه متعلقا بها.
وعلمتنا مدرسة الحج أن استشعار ثواب العمل هو أعظم محركٍ نحو العمل فما تعنى من تعنى وفارق الأهل والأحباب الا رغبة فيما عند ربه من ثوابٍ.
ان استشعار ثواب العمل يعلي الهمة ويطرد الكسل ويربي في المسلم الحرص على الأعمال الصالحات والمداومة عليها والتزامها طيلة الحياة.
وعلمتنا مناسك الحج تربية الضمير وتزكية النفس على الاخلاص والمراقبة والعفاف: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) [البقرة:197] يترك العبد في نسكه الفسوق واللمم تعظيما لربه وخوفا من نقصان أجره.
وعلمتنا مدرسة الحج أن الاجتماع على الطاعة من أعظم ما يعين على الخير يرى الحاج بعينه نفوسا خاشعة وأعينا دامعة وابتهالاتٍ صادقة يرى الكل مشغولا بربه فهذا يتلو وآخر يدعو وثالثٌ يصلي ورابعٌ يتصدق فتدفعه هذه المناظر الى أن يتأسى بهم ويشاكلهم.
وفيما يلي وقفات مع بعض نصائح أهل العلم للعائدين من الحج لمواصلة مسيرة الطاعات.. فتابع معنا.
لقد تكلم أهل العلم باستفاضة عما يجب عمله بعد العودة من رحلة الحج وأداء مناسكه وأسهبو في اسداء النصح الى العائدين من الحج وتحذيرهم من التكاسل عن مواصلة الطاعات وهذه لمحات ووقفات مع نصائح أهل العلم.
اذا نوى الحجاج الانصراف الى أوطانهم تذكروا الآباء والأمهات والزوجات والأبناء والاخوان فيحملون معهم الهدايا ومن كان موسعا عليه حمل أنواعا من البضائع للتجارة ولا حرج على الحاج في ذلك فان الله تعالى قال: ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلا من ربكم فاذا أفضتم من عرفاتٍ فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين [البقرة:198].
قال الامام القرطبي: (في الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة وان القصد الى ذلك لا يكون شركا ولا يخرج به المكلف عن رسم الاخلاص المفترض عليه روى الدارقطني في سننه عن أبي أمامة التيمي.
قال: قلت لابن عمر: اني رجل أكرى في هذا الوجه وان ناسا يقولون: انه لا حج لك.
فقال ابن عمر: جاء رجل الى الرسول فسأله مثل هذا الذي سألتني فسكت حتى نزلت هذه الآية: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم.
فقال رسول الله: {ان لك حجا}.
ان الأخذ من الدنيا بقدر لا يؤثر في الاخلاص ولكن أخي: كيف وجدت مشاعرك وأنت تودع تلك المعالم الطاهرة؟
أما رأيت أخي ان النبي أمر الناس أن لا ينصرفوا عن مكة حتى يطوفوا طواف الوداع عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان الناس ينصرفون في كل وجه فقال رسول الله: {لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت}). [رواه مسلم].
هكذا أمر النبي أصحابه وهم يودعون البيت المعظم أن يطوفوا طوافهم الأخير ليخرجوا من مكة وقد امتلأت أعينهم وقلوبهم بعظمة ذلك البيت زاده الله شرفا.
خادم الاسلام الساعي لرضا الله يارب أجمعني بالأحبة في الفردوس الاعلي يارب و أعفي عني وسامحني يارب
الفقير الى الله عبد العزيز
عربي الاصل مصري الهوية ابن السويس
قال عليه الصلاة والسلام: (( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ))
صفحة المجموعة على تويتر https://twitter.com/ahl_alsham
صفحة المجموعة على الفيس بوك: http://www.facebook.com/ahlalsham
▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄
لقد وصلتك الرسالة من مجموعة
(¯`*•.¸أهـــل الشـــــام.•*´¯)
تفضلو بزيارة موقع المجموعة:
http://groups.google.com/group/ahlalsham?hl=ar?hl=ar
للاشتراك أرسل رساله فارغة من بريدك
ahlalsham+subscribe@googlegroups.com
للتواصل وإرسال الرسائل للمجموعة استخدم البريد...
ahlalsham@googlegroups.com
احتراما لخصوصيتك يمكن إلغاء اشتراكك بإرسال رسالة إلكترونية إلى
ahlalsham+unsubscribe@googlegroups.com
أو بالتواصل مع مشرف المجموعة بشكل مباشر عن طريق البريد
ahl.alsham@hotmail.com
ahllsham@gmail.com
▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄▀▄
مـلاحـظـات هـامـة
*الرسائل المطروحة لا تعبر عن رأي المجموعة بل تعبر عن رأي صاحبها.