*قال ابن القيم رحمه الله :*
*اللهم اصلح لنا خبايانا وخلواتنا واسرارنا وما أنت أعلم به منا يارب العالمين*
.
أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات .
*ويقول رحمه الله :*
إن المعاصي تَخُونُ العبدَ في وقت أحوجَ ما يكون إلى نفسه ،فيخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار ،
فربما تعذر عليه النطق بالشهادة . وقال رحمه الله :
وقد يُخْفِي الإنسانُ ما لا يرضاه الله عز وجل ،فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين ،ويُنطِقُ اللسان به وإن لم يشاهده الناس ،وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق ،فيكون جواباً لكل ما أخفى من الذنوب وذلك ليعلم الناس .
*ويقول ابن رجب الحنبلي :*
إن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنةٍ للعبد لا يطلع عليها الناس .
في الحديث الصحيح أن رجلا اسمه قزمان كان يقاتل مع المسلمين فقتل الكثير من المشركين حتى أعجب الصحابة به فنقلوا خبره لرسول الله ..
فقال : هو في النار . فكاد البعض يرتاب . فتتبعه صحابي فرآه قد أثقلته الجراح فتحاول على سيفه فوضعه في صدره فتحاول عليه حتى خرج من ظهره . انتحر .
فرجع الصحابي يخبر رسول الله . فقال : الله أكبر أشهد أني رسول الله . كان يقاتل حمية .
قال ابن رجب : هذه دسيسة كان يخبؤها أوردته سوء الخاتمة ..
*قال ابن الجوزي :*
الحذر الحذر من الذنوب خصوصا ذنوب الخلوات ،فإن المبارزة لله تعالى تُسقط العبد من عينه ،
وأصلح ما بينك وبينه في السر،وقد أصلح لك حوال العلانية أن هناك من يُجازي على الزلل ..
*يقول الشاعر :*
إذا ما خلوت بريبة في ظلمة ...والنفس داعية إلى العصيان
فاستح من نظر الإله وقل لها ... إن الذي خلق الظلام يراني.
*من هو صاحب ذنوب الخلوات ؟*
.
هو الذي أمن مكر الله تعالى ،والله تعالى يقول : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . الذي جعل الله تعالى أهون الناظرين إليه والله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء
الذي جعل الناس أكبر من الله تعالى فخشيهم ولم يخش الله تعالى .
والله أحق أن يخشوه إن كانوا مؤمنين .