*فضل شهر محرم وصيام عاشوراء*
*الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خَاتم الأنبياء وسيدِّ المُرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:*
🫧 *فإن شهرَ اللهِ المُحرم شهرٌ عظيمٌ مُبارك، وهو أولُ شهورِ السنةِ الهجرية وأحدُّ الأشهر الحُرم التي قال الله فيها: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾* [التوبة: 36].*وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم: ثلاثة مُتواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان»*رواه البخاري 2958*والمحرمُ سُمِّيَ بذلكَ لكونهِ شهراً مُحرما وتأكيداً لتَحريمه.**وقوله تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾**أي: في هذه الأشهرِ المُحرمةُ لأنها آکدُ وأبلغ في الإثم من غيرها.**وعن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم.**وقال قتادة في قوله: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها.**وإن كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يُعظمُ من أمرهِ ما يشاء،**وقال: إن الله اصطفی صَفایا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً، واصطفی من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر، فعَظموا ما عظمَ الله، فإنما تُعظّم الأمور بما عظمها الله به عندَ أهلِ الفهم وأهل العقل.*
*انتهى ملخصاً من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية (36).*
Sent from my iPhone