*<<أخطر ذنوبنا>>*
في صحيح مسلم، قال ﷺ: (لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
سوء الظن بالله من أخطر كبائر القلوب، بل هو رأسها، وتزداد خطورته عندما نتوهم العجز ويتحول ألمنا لِمَا نعيشه ونراه من مآسي المسلمين إلى انكسار نفوسنا وشبهات تزعزع إيماننا.
ونفقد حسن الظن بالله:
١. بالمعاصي التي تُدسي النفس، (وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا)، أي تحَطَّها وتسفُل بها عن مراتب الهدى؛ لتصبح مرتعاً لكبائر القلوب، (فَلۡیَحۡذَرِ ٱلَّذِینَ یُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦۤ أَن تُصِیبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ یُصِیبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ)، ومن شر الفتن كبائر القلوب، يعلوها سوء الظن بالله.
٢. بخلل التربية؛ فقد رُبـِّينا على انتظار جزاء الصالحات في الدنيا؛ فلا نقنع بالآخرة ثواباً، ولم نوطن النفوس على التواضع لله، وعلى التضحية في سبيله، وعلى معرفة أنه (لَا یُسۡـَٔلُ عَمَّا یَفۡعَلُ)، وأن نعيم القلوب في الدنيا بقوة الإيمان؛ وأن الدنيا دار بلاء؛ روى مسلم قوله ﷺ: (ويؤتَى بأشدِّ النَّاسِ بؤسًا في الدُّنيا من أَهلِ الجنَّةِ فيُصبَغُ صبغةً في الجنَّةِ فيقالُ لهُ: يا ابنَ آدمَ هل رأيتَ بؤسًا قطُّ؟ هل مرَّ بِك شدَّةٌ قطُّ؟ فيقولُ: لا واللَّهِ يا ربِّ ما مرَّ بي بؤسٌ قطُّ ولا رأيتُ شدَّةً قطُّ).
ونحسن الظن بالله:
١. بترك المعاصي واستحضار فتنتها على القلب.
٢. بالاستغفار؛ فإن لم يزل معه سوء الظن، نزداد استغفاراً حتى تندفع هذه الكبيرة القلبية، ونستعين بالله عليها ليخلصنا من إثمها.
٣. باليقين بأن الله أرحم من آلام بولدها؛ فيسكن القلب تجاه أقدار الله؛ فنشغل أنفسنا بواجبنا، ويتحول ألمنا إلى قوة دافعة إيجابية، بدل أن تنكسر وتصبح مرتعاً للشبهات كما يريد أعداؤنا.
نحسنُ الظن بربنا في كل لحظة؛ فلا يوافينا ملك الموت إلا ونحن كذلك.
Sent from my iPhone