السبت، 27 فبراير 2021

[zmn1.com] انحراف وانتكاسة علماء دعاة


*انحراف وانتكاسة علماء دعاة* 

لكن.. أليس لهؤلاء عبادات ودعوات وأحوال خاصة فيها دموع وخشوع وحضور قلب؟!
ألم يكن هؤلاء وأمثالهم سببًا في هداية كثير من المنحرفين والبعيدين عن الله؟!
بلى؛ واستقينا من بعض دروسهم وكتاباتهم ما أفادنا، بل وأغلبنا ليس عنده من العلم ولا من الأثر مثل ما عندهم؛ لكن حالهم يذكرنا بتابعي من أعيان العلماء "عمران بن حِطّان السدوسي البصري"، كان مع سعة علمه شاعرًا فصيحًا؛ لكنه افتتن بامرأة جميلة من الخوارج، فقال: أتزوجها وأردُّها، (يعني: أهديها)؛ فأخذته هي إلى مذهبها، حتى أنشد في مدح ابن ملجم قاتل علِيّ رضي الله عنه.
يقول الله ﷻ: {وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ}؛ فهؤلاء العلماء المنتكسون ركنوا إلى الظالمين بدعوى التأثير فيهم (إذا أحْسَنّا الظن)؛ فانجرفوا وانحرفوا. 
هذا الأمر جد خطير، يستحق أن نقف معه طويلًا؛ وأن لا نغفل عن معناه مطلقاً؛ فهذه الفتنة لا يأمنها أحد على نفسه قطعاً، أن يسقط في جُبٍّ أعمق مما سقط فيه علماء كانوا على خير؛ ولنتذكر التحذير العنيف والشديد من الله تعالى لخير البشر ﷺ: {وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا}؛ فهذا الشيء القليل فقط سيكون المقدمة لقبول مبدأ الركون إلى الظالمين؛ لذلك فإن العاقبة: {إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}، وكان الجواب على هذه التحذيرات قوله ﷺ: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"، ولا يخفى علينا دعاء الخليل عليه السلام: {واجنبني وبَنِيَّ أن نعبد الأصنام}، ودعاء الكريم بن الكريم: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}، ومثل ذلك كثير. 
وهنا يظهر معنى قول ابن مسعود وغيره من السلف: (مَن كانَ مُسْتَنًّا، فَلْيَسْتَنَّ بمن قد ماتَ، فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتْنَةُ).
والخلاصة: ليس فينا ولا منا ولا بيننا مَن حصل على صِكِّ براءة ونجاة من الفتنة، كما أننا لا نعرف من أين تأتينا، أمِن السلطان أم من المال أم من العلماء أم من غيرها.
فاللهم يا مُقَلّبَ القلوب ثبِّتْ قلوبَنا على دينك.

Sent from my iPhone