ماذا تفعل حين يريد الشيطان أن يوقع في قلبك عدم الرضا عن الله؟
كثيرا ما يكون المرء خالي البال؛ ثم ما يلبث أن يأتي الشيطان فيُذكّره بأمور قد نقصتعليه، كموت أحد أبنائه، أو غير ذلك مما يثير مشاعر الحزن والألم، يُريد بذلك أن يثيرسخطه على أقدار الله عليه، فما العمل هنا؟
عمل المؤمن هنا هو أن يعامل تَذَكُّر النَّقص بالصبر والرضا عن الله، وبتذكير نفسه أن اللهتعالى ما قدر ذلك عليه إلا رفعة لمنزلته.
ومِن فضل الله على المؤمن أنه حين يعيد نفس العبادة مرة أخرى؛ يعطيه الأجر مرة أخرى، فلو أن عبدًا تَذكَّر مصيبة حَصلت له منذ زمن؛ فعامَلَها بالصبر والرضا عن الله، كُتِب لهالأجر كأنّ هذه المصيبة وقعت الآن وصَبَرَ عليها، وفي هذا مافيه من إغاظة عدوه الشيطان،وفيه ما فيه من الإعانة على الثَّبات على الصبر.
واعلم أيها المؤمن أنك إن بقيت تصبر وتحتسب وترضى عن الله كلما ذكرك الشيطانبالنقص، وإن بقيت تذكر نفسك أنه لا يأتي من الله إلا الخير؛ فسيهجُر الشيطان تذكيركبهذا النقص؛ لأنه يرى أنك حولت هذا المؤلم إلى موطن من مواطن الأجر، وهو لعداوته لكيبغض لك هذا.
ولهذا كلما تذكرت المصيبة لا تعاملها بالبكاء والحزن؛ بل عامِلها بالصبر والرضا عن الله،ولا تكن من الضعف مثل أولئك الذين كلما تذكّروا ما يحزنهم بكوا من جديد، وحزنواوتألموا رغم مرور الوقت الطويل على مصيبتهم، فهذا من الشيطان {لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}.
من لقاء اسم الوكيل