( مهم جدًا ) متى ولد النبي - صل الله عليه وسلم على الصحيح من أقوال أهل العلم ؟!
#التفريغ
وُلِدَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم ) يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ (رضي اللهعنهما) قَالَ: ((وُلِدَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ،وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَالِاثْنَيْنِ، وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ)) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ سَعْدٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِفَقَالَ: ((ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ- عَلَيَّ فِيهِ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَفِي الثَّامِنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ -أَيْ: وُلِدَ (صلى الله عليه وسلم)- وَذَلِكَ فِي عَامِ الْفِيلِ .
الْأَقْوَالُ فِي تَارِيخِ يَوْمِ وِلَادَتِهِ (صلى الله عليه وسلم) كُلُّهَا مُعَلَّقَةٌ مِنْ دُونِ أَسَانِيدَ، فَلَاتَسْتَحِقُّ النَّظَرَ فِيهَا، إِلَّا قَوْلَ مَنْ قَالَ :إِنَّهُ الثَّامِنُ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، كَمَا رَوَاهُ الْإِمَامُ مَالِكٌ عَنِالتَّابِعِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ.
لِذَلِكَ صَحَّحَ هَذَا الْقَوْلَ أَصْحَابُ التَّارِيخِ، وَاعْتَمَدُوهُ كَابْنِ فَارِسٍ فِي ((أَوْجَزِ السِّيَرِ))،وَالْمُحِبِّ الطَّبَرِيِّ فِي ((خُلَاصَةِ سِيرَةِ سَيِّدِ الْبَشَرِ))، وَحَكَاهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي ((الِاسْتِيعَابِ)) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْخُوَارَزْمِيِّ، وَنَقَلَهُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي ((الْبِدَايَةِ)) عَنِ الْخُوَارَزْمِيِّ أَنَّهُ قَطَعَبِهِ، وَرَجَّحَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ فِي كِتَابِهِ ((التَّنْوِيرِ فِي مَوْلِدِ الْبَشِيرِ))، وَاخْتَارَهُالْأَلْبَانِيُّ (رحمه الله ).
وَمَعَ ذَلِكَ، فَالْخِلَافُ قَائِمٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَلَمْ يُجْزَمْ عَلَى سَبِيلِ الْقَطْعِ بِشَيْءٍ.
عَنْ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ (رضي الله عنه ) قَالَ: ((وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) عَامَالْفِيلِ، فَنَحْنُ لِدَانِ، وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا)).
وَلِدَانِ: أَيْ: وُلِدَا مَعًا فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ.
وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالْحَاكِمُ.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ (رضي الله عنهما ) قَالَ: ((وُلِدَ رَسُولُ اللهِ (ص) عَامَ الْفِيلِ)) أَخْرَجَهُ ابْنُسَعْدٍ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي ((الْكَبِيرِ))، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي ((الدَّلَائِلِ)) بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، وَقَدْ حَكَاهُإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِيُّ الْحِزَامِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ وَغَيْرُهُمَا حَكَوْهُ إِجْمَاعًا: أَنَّهُوُلِدَ فِي عَامِ الْفِيلِ، وَمَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ حَمْلٌ، وَبِهِ جَزَمَتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى : 6].
وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: ((فَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) بَعْدَمَا تُوُفِّيَأَبُوهُ)) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي ((الصَّحِيحِ)).
وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: ((تُوُفِّيَ أَبُو النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) وَأُمُّهُ حُبْلَى بِهِ)).
مَرَّ تَرْجِيحُ مَنْ رَجَّحَ مِنَ الْعُلَمَاءِ، وَمِنْهُمْ مِنَ الْمُعَاصِرِينَ: الْعَلَّامَةُ الْأَلْبَانِيُّ أَنَّ الْمِيلَادَ كَانَ فِيالثَّامِنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.
جُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ- وَهُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَهُمْ- عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) وُلِدَ فِي يَوْمِالِاثْنَيْنِ، الثَّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، مِنْ عَامِ الْفِيلِ.
فَوُلِدَ سَيِّدُ الْخَلْقِ (صلى الله عليه وسلم) مُحَمَّدٌ فِي شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ بِمَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، قَالَالْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ (رحمه الله ): ((هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ)).
وَرَوَى الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ (ض) أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) سُئِلَ عَنْ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟- أَيْ: عَنْ صِيَامِهِ-، فَقَالَ: ((فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ)).
وَتَقَدَّمَ –أَيْضًا- قَوْلُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ وُلِدَ، وَوُلِدَ الرَّسُولُ (صلى الله عليه وسلم) عَامَالْفِيلِ.
فَالْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّهُ (صلى الله عليه وسلم) وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ.
وَأَمَّا تَحْدِيدُ الْيَوْمِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي ذَلِكَ الْعَامِ: فَالْمَشْهُورُ عِنْدَ جُمْهُورِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ كَانَفِي يَوْمِ الِاثْنَيْنِ، الثَّانِي عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، مِنْ عَامِ الْفِيلِ، وَرَجَّحَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ؛اسْتِنَادًا لِمَا صَحَّ وَثَبَتَ أَنَّهُ (صلى الله عليه وسلم) إِنَّمَا وُلِدَ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍالْأَوَّلِ مِنْ عَامِ الْفِيلِ