الاثنين، 19 أكتوبر 2020

[zmn1.com] احذروا التحاسد

*احذروا التحاسد*
نظرت في أدواء القلوب ، فوجدت أن الحسد من أعظمها ،
 بل هو سبب في كثير من أمراض القلب ، التي تبعد القلب عن الخير ، لأنه يشكل حجابًا كثيفًا يحجب صاحبه عن رؤية الحق ، ويصرفه إلى تمني زوال النعمة عن أصحاب النعم ، وحسبك بذلك شرًا ودناءة ؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا " .
  إنه داء الأمم ... هكذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فالحسد داء قلبي خطير ، ما انتشر في مجتمع إلا كان سببًا في هلاك أهله ، بل هو سبب في إهلاك الحاسد إلا أن يتوب ،
 وقد لا يضر المحسود شيئًا .
  واعلم - رحمني الله وإياك - أن الحسد خلق ذميم ، مع إضراره بالبدن وإفساده للدين ، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شره
 فقال تعالى : { وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [ سورة الفلق : 5 ] ؛ وناهيك بحال ذلك شرًّا .
  وغالبًا ما يتولد الحسد من الحقد ، والحقد ناتج عن الغضب ، وقد أحس الناس منذ القديم - حتى في جاهليتهم - أن الحقد صنعة الطبقات الدنيا من البشر ، وأن ذوي المروءات يتنزهون عنه ... قال عنترة : 
لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب ...  ولا ينال العلا من طبعه الغضب
   وقال آخر : 
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا ...  يُرمى بصخرٍ فيلقي خير أثمار
 وللحديث صلة

Sent from my iPhone