Ali Mansour Kayali
ﻣﻘـﺎﻟـﺔ ﺍﻟﻴــﻮﻡ : ( ﻓــﻔــﺮّﻭﺍ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻠـﻪ ) ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ 50
[ ﺍﻟﺨـﻮﻑُ ﻣﻦَ ﺍﻟﻤﺨـﻠﻮﻕ : ﻫَـﺮَﺏٌ ﻣﻨـﻪُ ، ﻭ ﺍﻟﺨـﻮﻑُ ﻣﻦَ ﺍﻟﺨـﺎﻟﻖ : ﻫـﺮﺏٌ
ﺇﻟـﻴْﻪ ] .
ﻭ ﻣﻦْ ﺃﻏﺮﺏ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ : ﺃﻥْ ﺗﻌْـﺮﻑَ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻻ ﺗُﺤـﺒّﻪ ، ﻭ ﺃﻥْ ﺗﻌْﺮﻑَ ﺍﻟﺮﺑْـﺢَ
ﻓﻲ ﻣُﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﺛُـﻢّ ﺗُﻌﺎﻣﻞُ ﻏﻴْﺮﻩ !!!! .
ﺇﺟـﺎﺑﺔً ﻟﻠﻜـﺜﻴﺮ ﻣﻦَ ﺍﻷﺳـﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴّـﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦَ ﺍﻟﻘَﻠَﻖ ﻭ ﺍﻟﻬﻢّ ﻭ
ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎﻁ ، ﻭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺑـﺔ ﻭ ﻗﺒـﻮﻟﻬـﺎ .
ﻟﻠﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦْ ﻛﻞّ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭ ﺍﻟﻘﻠَﻖ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲّ ..... ، ﻳﺠﺐُ : [ ﺍﻟﻔَـﺮﺍﺭُ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ] ، ﻭ ﻟـﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻣﻌـﺮﻓﺔ ﻫـﺬﻩ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺑـﺪﻗّﺔ :
ﺍﻟﻠــﻪ ﻳُﺤـﺐّ :
( ﺇﻥّ ﺍﻟﻠـﻪ ﻳُﺤـﺐّ ﺍﻟﺘﻮّﺍﺑﻴﻦَ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 222 ، ( ﻭ ﺍﻟﻠـﻪ ﻳُﺤـﺐّ ﺍﻟﺼــﺎﺑﺮﻳﻦَ )
ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 146 ، ( ﺇﻥّ ﺍﻟﻠـﻪ ﻳُﺤـﺐّ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻛّـﻠﻴﻦَ ) ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ 159 .
ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺧﻮْﻑٌ ﻋﻠﻰ [ ﺍﻟﺘـﻮّﺍﺑﻴﻦَ ﻭ ﺍﻟﺼـﺎﺑﺮﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻛّﻠﻴْﻦ ] ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ
[ ﻳُـﺤـﺒّﻬُـﻢ ] .
ﺍﻟﺘـﻮﻛّـﻞُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠـﻪ :
ﺇﻥّ [ ﺍﻟﺘـﻮﻛّﻞ ] ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻫﻮَ ﻃـﺮﻳﻖُ ﺍﻟﺴَـﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻜـﺎﻣﻠﺔ ، ﻭ ﻫـﻮَ
ﻃـﺮﻳﻖُ ﺍﻟﺤـﻞّ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭ ﻣَـﻦْ ﻳﺘﻮﻛّـﻞْ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠـﻪ ، ﻓﻬُـﻮَ ﺣَـﺴْﺒُـﻪُ ) ﺍﻟﻄﻼﻕ 3 ، ﺃﻱْ : ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻴﻜﻔﻴﻪ ﻋﻦ ﻛﻞّ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭ [ ﺍﻟﺘـﻮﻛّﻞُ ] ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻳُﻨﺠـﻲ ﻣﻦَ ﺍﻟﻄـﺎﻗﺔ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴّﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻮْﻑُ
ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺒّﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺴـﺒّﺒﻪ [ ﺇﺑﻠﻴْﺲ ] ﻟﻠﻨـﺎﺱ ، ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇﻧّـﻪُ ﻟﻴْﺲَ
ﻟـﻪُ ﺳُـﻠْﻄـﺎﻥٌ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﺁﻣـﻨﻮﺍ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺑّﻬـﻢْ - ﻳﺘﻮﻛّـﻠﻮﻥ - ) ﺍﻟﻨﺤﻞ
99 ، ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻦَ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳُﺨﻠّﺺُ ﻣﻦَ [ ﺍﻟﺨﻮﻑُ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺒّﻂ ﻭ ﺍﻟﻔﻘْـﺮ ] ،
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺫﻟﻜُـﻢُ ﺍﻟﺸﻴْﻄـﺎﻥ ﻳُﺨـﻮّﻑُ ﺃﻭﻟﻴـﺎﺅﻩ ) ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍ 175 ،
( ﻳﺘﺨﺒّﻄُـﻪُ ﺍﻟﺸـﻴﻄـﺎﻥُ ﻣﻦَ ﺍﻟﻤﺘﺲّ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 275 ، ( ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ ﻳﻌِﺪُﻛُﻢُ
ﺍﻟﻔﻘْـﺮ ) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ 268 .
ﺍﻟﻔَــﺮﺍﺭُ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ :
ﺑﻌْﺪَ ﺍﻟﻔَـﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻻ ﺑُـﺪّ ﻣﻦَ ﺍﻟﻔَـﺮﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻛﺮﻡ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴْﻦ ، ﻭ ﺧـﺎﺻّﺔً ﻣﻦْ ﺃﺟْـﻞ [ ﺍﻹﺳـﺘﻐﻔﺎﺭ ]
ﻓﻲ ﺣﻀـﺮﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ، ﻷﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺳُـﺒﺤﺎﻧﻪ [ ﺃﻛّـﺪ ] ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ، ﻭ ﺃﻛّـﺪ
ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻤَـﻦْ ﻳـﺄﺗﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻛﻲْ ﻳﺴـﺘﻐْﻔﺮ : ( ﻭ ﻟـﻮْ ﺃﻧّـﻬُـﻢْ ﺇﺫْ ﻇـﻠﻤـﻮﺍ
ﺃﻧﻔُﺴَـﻬُﻢ - ﺟــﺎﺅﻭﻙَ - ﻓﺎﺳـﺘﻐْﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭ ﺍﺳْـﺘﻐْﻔَﺮَ ﻟﻬُـﻢُ ﺍﻟﺮﺳُـﻮﻝُ ،
ﻟـﻮﺟـﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠـّﻪَ ﺗـﻮّﺍﺑـﺎً ﺭﺣـﻴﻤﺎً ) ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ 64 .
ﻃـﺎﻗـﺔ ﺍﻟﻤـﻼﺋـﻜﺔ :
ﻣﻦْ ﺃﺟْﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤـﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ، ﻣﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﺎﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺑﺸﻜْﻞ ﺩﺍﺋﻢ ،
ﻟﺒﻌْﺚ ﺍﻟﻔَـﺮَﺡ ﻭ ﺍﻟﺴُـﺮﻭﺭ ﻭ ﺍﻻﻃـﻤﺌﻨﺎﻥ ﻓﻴﻪ ، ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴـﺎﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻣْـﺮﻳْﻦ
ﻓﻘـﻂ [ ﺍﻹﻳﻤـﺎﻥ + ﺍﻻﺳـﺘﻘﺎﻣﺔ ] ، ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﻗـﺎﻟﻮﺍ
ﺭﺑّـﻨـﺎ ﺍﻟﻠّـﻪُ ﺛـﻢّ ﺍﺳْـﺘﻘﺎﻣـﻮﺍ ، ﺗَـﺘَــﻨــﺰّﻝُ ﻋﻠﻴﻬـﻢُ ﺍﻟﻤـﻼﺋﻜﺔ : ﺃﻻّ ﺗﺨـﺎﻓﻮﺍ
ﻭ ﻻ ﺗـﺤـﺰﻧـﻮﺍ ) ﻓﺼّﻠﺖ 30 ، ( ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﻗـﺎﻟﻮﺍ ﺭﺑّـﻨـﺎ ﺍﻟﻠّـﻪُ ﺛـﻢّ
ﺍﺳْـﺘﻘﺎﻣـﻮﺍ ، ﻓَـﻼ ﺧَـﻮْﻑٌ ﻋﻠﻴْﻬﻢ ﻭ ﻻ ﻫُـﻢْ ﻳﺤـﺰﻧـﻮﻥ ) ﺍﻷﺣﻘﺎﻑ 13 .
ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻗُﻠْﺖُ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻗُﻞ ﻟﻲ ﻗﻮﻻً
ﻻ ﺃﺳْـﺎﻝُ ﻋﻠﻴْﻪ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻌْﺪَﻙ ، ﻗﺎﻝَ : [ ﻗُﻞْ ﺁﻣﻨْﺖُ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺛُـﻢّ ﺍﺳْـﺘﻘﻢْ ] ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺑﺮﻗﻢ 26 ﻭ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮﻗﻢ 83 ، ﻓﺼﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺳﻠّﻢ
ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺨُﻠُﻖ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻟـﺬﻟﻚ :
( ﻓَـﻔِــﺮّﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠّـﻪ ، ﺇﻧّـﻲ ﻟﻜُـﻢْ ﻣﻨـﻪُ ﻧـﺬﻳﺮٌ ﻣُــﺒﻴْﻦٌ ) ﺍﻟﺬﺍﺭﻳﺎﺕ 50
ﺃﺭﺟـﻮ ﻣﻦَ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥْ ﻳﺘﻘﺒّﻞ ﻣﻨﻜُـﻢ ﺻـﺎﻟﺢ ﺃﻋﻤـﺎﻟﻜُﻢ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭَﺯَ ﻋﻦ
ﺧﻄـﺎﻳﺎﻛُـﻢ وخطايانا ،