نداءات المؤمنين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ( الجزء الثاني و الأخير )
الفسق سبب دمار الأمة وانهيارها:
أيها الأخوة ربما كان الفسق سبب دمار الأمة :
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
( سورة الزخرف)
لماذا أطاعوه على ضلال ؟ لماذا أطاعوه وهو ظالم ؟ لماذا أطاعوه وهو كافر ؟ لماذا أطاعوه وهو يدّعي الألوهية ؟
{ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي }
( سورة القصص الآية: 38 )
{ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى }
( سورة النازعات )
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
( سورة الزخرف)
لماذا هم ضعاف أمامه ؟
{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
( سورة الزخرف)
الإنسان حينما يفسق يصبح كالخرقة البالية :
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
( سورة الزخرف)
عدم الاستجابة لنصيحة الفاسق أو الأخذ برأيه :
والله هناك كلمة لفيلسون ألماني اسمه تومبي مؤلمة جداً قال: كان المسلم يحتقرنا كالخنازير البرية، فلما استطعنا أن نجره إلينا على حساب قيمه ودينه احتقرناه لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا.
{ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) }
( سورة الزخرف)
آية أخرى :
{ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
( سورة الأحقاف )
هناك عدل إلهي:
{ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) }
( سورة سبأ )
{ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ }
( سورة السجدة )
فهذا الفاسق لا تأخذ برأيه، ولا تستجب لنصيحته، ولا تعبأ بخبره، ولا تقم لكلامه وزناً
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
من يعصي الله عز وجل يختل توازنه فيرمم هذا الخلل بـ :
1 ـ الطعن بالصالحين :
الآن أيها الأخوة، الدعاة الصادقون المخلصون يُكاد لهم، على صفحة الانترنيت تلصق بهم تهماً ما أنزل الله بها من سلطان، حدثني أخ من الدعاة المحترمين سألته صحيفة هل صحيح أنك تأخذ على كل كلمة دولار ؟ قال: لا، أنا آخذ على كل حرف دولار، ليس على كل كلمة هناك خطأ بالرواية، مبالغة في السخرية، تجد ما الذي يحصل بالضبط، لما الإنسان يعصي الله يختل توازنه، كيف يرمم هذا الاختلال ؟ بالطعن بالصالحين، يرتاح، لو فرضنا هناك أخوان في بيت، أخ ملتزم تماماً وانتزع إعجاب أهله وأخ متفلت، المتفلت موضوع ذم، أخوك أخوك، عندما يكتشف هذا المتفلت خطأ لأخيه يبالغ به عشرين ضعفاً يرتاح، فالإنسان أحياناً دون أن يشعر بعقله الباطن يحاول أن يطعن بالصالحين كي يقول لا يوجد أحد جيد، مرة سألت طالباً لم يكتب وظيفته قلت له أين وظيفتك ؟ قال لي: لم نكتب الوظيفة، قلت له أنت كم واحد ؟ يريد أن يقول لم نكتب الوظيفة حتى يرتاح لأنها قضية عامة، هو واحد، الإنسان عندما يغلط يحب أن يعمم الغلط .
2 ـ أو التعلق بعقيدة زائغة :
سأقولها مرة ثانية الإنسان لما يعصي الله عز وجل يختل توازنه، هذا الخلل يحتاج إلى ترميم، إما أن يرمم بالتعلق بعقيدة زائغة، أخي النبي يشفع لنا لا يسعنا إلا عفوه، نحن عبيد إحسان مالنا عبيد امتحان، هذا كلام يريحه في شفاعة لا تدقق، الله غفور رحيم، اسمع كلام المنحرفين حينما يواجهون بانحرافهم، حتى يرتاح.
سوف أوضح أكثر إذا أنت رغبت أن تشتري سيارة وما اشتريت، ولك صديق راغب أن يشتري واشترى، الآن ظهرت شائعة في البلد أن هناك تخفيض رسوم جمركية بالمئة خمسين، الذي اشترى يكذب هذه الشائعة من دون دليل لأن تصديقها يزعجه كثيراً، كان وفر خمسمئة ألف، والذي ما اشترى يصدقها من دون دليل، عندما إنسان يعصي الله يختل توازنه، كيف يستعيد توازنه ؟ إما أن يتعلق بعقيدة زائغة مالها أصل، مثلاً مرة زارني إنسان يبدو أنه يشرب الخمر قال لي : من قال إن الخمر حرام ، قال لي : لا يوجد ولا آية هات آية تحرم الخمر ، هناك آية تقول :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ(90) }
(سورة المائدة)
فاجتنبوه هذا أمر إرشادي لكن تحريم لا يوجد، حتى يستعيد توازنه مع ربه يريد أن يعتقد أن الخمر غير محرم.
من أراد استعادة توازنه مع نفسه و هو يعلم أنه على خطأ يحلل ما يريد :
كنت في جلسة من يومين من علية القوم أحدهم مدير بنك ربوي كان يقبل أن الربا حرام، كيف حرام ؟ مصالح الأمة، هو يدافع عن نفسه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
والإنسان حينما يعصي ربه يختل توازنه يستعيد هذا التوازن بتعلق بعقيدة زائعة ليس لها أصل، أو بالطعن بالصالحين يطعن بهم فيرتاح ، فلذلك :
{ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ }
( سورة التوبة الآية: 50 )
{ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا }
( سورة آل عمران الآية: 120 )
مرة سافرت إلى بلد هناك عدد من الأشخاص مقيمون في هذا البلد من بلادنا، أي خبر طيب عن هذا القطر أن هناك نهضة إسلامية، هناك معاهد تحفيظ قرآن، هناك ثانويات شرعية، هناك حجاب منتشر، يقول لي أكيد، لأن هذا الخبر يحزنه وإذا خبر سلبي يفرحه لا يطلب دليلاً، هناك شيء اسمه توازن داخلي .
3 ـ أو أن يتوب إلى الله عز وجل :
الإنسان إذا عصى الله عز وجل يختل توازنه الداخلي يرممه إما بالتعلق بعقيدة زائغة، أو بالطعن بالصالحين، و هناك ترميم ثالث أن يتوب إلى الله، يستعيد توازنه، الترميم الثالث هو الصح والحق أن يصطلح مع الله، وأن يعترف بذنبه، بعد هذا هناك عدل إلهي :
{ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) }
( سورة الأحقاف )
{ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) }
( سورة الأعراف )
{ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) }
( سورة الأعراف )
{ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) }
( سورة الأعراف )
من آثر رضا الناس على رضا الله عز وجل فطريقه إلى الله ليس سالكاً :
أما الآية التي تقصم الظهر :
{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) }
( سورة التوبة )
ما دام هناك فسق الطرق إلى الله غير سالكة، إن كان آباؤكم، أمرك والدك بمعصية فآثرت رضاه على رضا الله:
{ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا (24) }
( سورة التوبة )
أنت وكيل شركة من منتجاتها الخمر وألزمتك أن تستورد هذه الخمور، ولكن أرباحك منها فلكية، فإذا آثرت هذه التجارة المحرمة فالطريق إلى الله ليس سالكاً .
من آثر دنياه على آخرته شقي في الدنيا و الآخرة :
{ وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (24) }
( سورة التوبة )
عند التعارض :
{ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) }
( سورة التوبة )
{ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ }
( سورة التوبة )
{ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24) }
( سورة التوبة)
طرق مغلقة .
الفاسق إنسان زاغ عن الحق فعلينا الابتعاد عنه :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5) }
( سورة الصف)
لماذا زاغوا عن الحق ؟ لأنهم كانوا قوماً فاسقين :
{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) }
( سورة التوبة )
الملخص إياك ثم إياك ثم إياك أن تتخذ قراراً بخبر من فاسق، تحقق:
{ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) }
(سورة النمل)
لا تتخذ قراراً إلا بعد التحقق والتحقيق وإلا تندم أشد الندم .
والحمد لله رب العالمين