فوائد
قال أبو العباس البكري: ((جمعت الرحلة بين ابن جرير , وابن خزيمة ومحمد بن نصر المروزى , ومحمد بن هارون الرويانى بمصر , فأرملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم؛ فأضر بهم الجوع , فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه , فاتفق رأيهم على أن يستهموا ويضربوا القرعة؛ فمن خرجت عليه القرعة , سأل لأصحابه الطعام , فخرجت القرعة على ابن خزيمة , فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أصلى صلاة الخيرة - الاستخارة - قال: فاندفع في الصلاة , فإذا هم با لشموع وخصي من قبل والى مصر يدق الباب , ففتحوا , فقال: أيكم محمد بن نصر؟ فقيل: هو ذا. فاخرج صرة فيها خمسون دينارا , فدفعها إليه , ثم قال: آيكم محمد بن جرير؟ فأعطاه خمسين دينارا , وكذلك للرويانى , وابن خزيمة , ثم قال: عن الأمير كان قائلا با لأمس , فرأى فى المنام خيالا أو طيفا يقول له: إن المحامد جياع , طووا كشحهم جياعا. فانفذ إليكم هذه الصرر , وأقسم عليكم إذا نفدت , فابعثوا إلى أحدكم ليزيدكم)).
قال الضياء المقدسى , عن الحافظ عبد الغنى المقدسى: ((كان لا يضيع من زمانه؛ كان يصلى الفجر , ويلقن القرآن , وربما لقن الحديث , ثم يقوم فيتوضأ ويصلى ثلاث مئة ركعة با لفاتحة والمعوذتين إلى قبيل الظهر , فينام نومة , فيصلى الظهر ,ويشتغل با لتسميع أو النسخ إلى المغرب, فيفطر إن كان صائما , ويصلى العشاء , ثم ينام إلى نصف الليل أو بعده , ثم يتوضأ ويصلى إلى قرب الفجر , وربما توضأ سبع مرات أو اكثر , ويقول: تطيب لي الصلاة ما دامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة قبل الفجر , وهذا دأبه)).
قال أبو حاتم الرازى: ((أول ما رحلت أقمت سبع سنين , ومشيت على قدمى زيادة على ألف فرسخ , ثم تركت العدد ,وخرجت من البحرين إلى مصر ماشيا , ثم إلى الرملة ماشيا , ثم إلى طرموس ماشيا , ولى عشرون سنة))
سئل الطبرانى - رحمه الله تعالى - عن كثرة حديثه , فقال: ((كنت أنام على البوارى - أي الحصير - ثلاثين سنة.
كان الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه , فيوقد السراج , ويكتب الفائدة تمر بخاطره , ثم يطفئ سراجه , ثم يقوم مرة أخرى وأخرى , حتى يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة .
فوائد من شذا الرياحين من اخبار الصالحين