نداءات المؤمنين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ( الجزء الأول )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات
أي إنسان في أي منصب قيادي هو في أمس الحاجة إلى الآية التالية:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم، كما قلت سابقاً يا من آمنتم بي، آمنتم بوحدانيتي، آمنتم بكمالي، آمنتم بعلمي، برحمتي، بحكمتي، آمنتم بأسمائي الحسنى وصفاتي الفضلى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ (6) }
( سورة الحجرات)
فاسق، عاصٍ، منحرف :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
كم من امرأة طلقت بخبر كاذب، كم من شركة انحلت بخبر كاذب، كم من حرب قامت بخبر كاذب، كم من مؤسسة دمرت بخبر كاذب ؟ لولا أن هذا خطأ كبير جداً يمكن أن يضحي بمصالح المسلمين لما جاء به ذكر حكيم:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
و هذه الآية يحتاجها أكثر ما يحتاجها أصحاب المناصب، القادة، أي منصب قيادي، هو في أمس الحاجة إلى هذه الآية :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
العاقل من تحقق من الأخبار التي تصله قبل الشك بالآخرين :
والله أيها الأخوة بحكم عملي في الدعوة إلى الله هذا العمل الذي شرفني الله به يعني أكثر من مئتي حالة إنسان بريء مئة بالمئة، جاءني خبر عنه لا يقبل، ولا يعقل، فلما تحققت كان بريئاً :
{ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
والله عشرات الفتاوى التي لا يقبلها إنسان في الأرض تنسب إليّ، إنسان خطب فتاة قدموا له عصيراً، قال لهم ألا يوجد عندكم بيرة ؟ قالوا ما بيرة ؟ قال لهم الدكتور راتب أفتى بها، أنا والله ما أفتيت بها أنا قلت بالعكس، يعني أنا تأتيني أخبار أي مخالفة شرعية حتى يمررها تنسب لعالم له سمعت طيبة، هذه مشكلة كبيرة :
{ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
على الإنسان أن يحقق مع أخيه في أي خبر من فاسق من أجل حسن العلاقة بين الأخوة :
أيها الأخوة الكرام، هناك تفصيل أنت لك أخ كريم تعرفه معرفة يقينية فجاءك عنه خبر، أنت لا يمكن أن تصدقه، وتعلم علم اليقين أنه خبر كاذب، وفيه افتراء، ما في مانع ألا تسأله ممكن، لكن حينما يأتيك خبر من فاسق، وهذا الخبر غيّر قلبك تجاه هذا الأخ، لابدّ من أن تحقق معه من أجل حسن العلاقة بين الأخوة، والله يا أخ قيل عنك كذا وكذا فما قولك ؟ فأنت إذا شعرت أن قلبك تغير لم تبقَ كما كنت مع هذا الأخ في حال الصفاء والود يجب أن تتحقق، فإما أن تنصحه إذا ثبت عليه هذا الخبر، وإما أن يكون صدرك سليماً تجاهه :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
قصة لا تحتمل أب شكّ بابنته فطلب تحليل حمل، الموظف في المخبر العينة وقعت من يده فانكسرت، خاف من صاحب المخبر أن يعنفه فكتب الحمل إيجابي، فلما أبلغوا الأب قتل ابنته عادات، أنا لا أقرّ على هذا العمل إطلاقاً، التحليل فيه حمل، ابنته بنت لم تتزوج بعد معنى هذا أنها زانية، أخذته ما يأخذ بعض الجهلة وقتلها :
{ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا (6) }
( سورة الحجرات)
أقول لكم كم من طلاق بسبب خبر كاذب، سيدنا سليمان قال :
{ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) }
(سورة النمل)
على الإنسان ألا يتخذ أي قرار و هو غاضب فيأتي القرار منحرفاً :
قبل أن تتخذ قراراً أنت الآن بأعلى درجة من الغضب، لا تتخذ قراراً وأنت غاضب، يأتي القرار منحرفاً :
{ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) }
(سورة النمل)
أيها الأخوة، هذا التوجيه الإلهي للذين آمنوا يقي الأسر، يحافظ على الزواج، يحافظ على الشركات، يحافظ على الأمة أكثر، طبعاً بالبرمجة اللغوية العصبية يعبرون عن هذا بعبارة دقيقة الخارطة بخلاف الواقع، أنت عندك تصور لا علاقة له بالواقع، الخارطة خلاف الواقع :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) }
( سورة الحجرات)
الفاسق إنسان يخرق حدود الشرع فلا ينبغي أن يؤخذ كلامه على أنه صحيح :
الآن :
{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا (108) }
( سورة المائدة)
الحديث عن هذا الفاسق الذي نقل الخبر الكاذب :
{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) }
( سورة المائدة)
الفاسق منحرف والفاسق عاصٍ، والفاسق خرق حدود الشرع، فهذا لا ينبغي أن يؤخذ كلامه على أنه صحيح:
{ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (108) }
( سورة المائدة)
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) }
( سورة المائدة)
تجد امرأة، زوجة شاب مسلم، وهي محجبة ومسلمة، تقيم في بلد غربي، فإذا اختلفت مع زوجها ترفع قضيتها لا إلى المركز الإسلامي الذي يحكم لها بالمهر، ترفع قضيتها إلى أحد القضاة الغربيين ليحكم لها بنصف أملاك زوجها :
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) }
( سورة المائدة)
الفاسق من رفض حكم الله عز وجل :
الأب الذي يحرم بناته، يحرم البنات ويعطي الذكور :
{ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) }
( سورة المائدة)
الأب الذي يجبر أولاده على المعصية ويرى أن الحياة تقتضي ذلك الاختلاط، الابن ورع إن لم تجلس معنا أنت وزوجتك بأبهى زينة، ويراها أخوتك فأنت لست ابني، لم يحكم بما أنزل الله :
(( الحمو الموت ))
[ رواه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر ]
{ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) }
( سورة المائدة)
آية واسعة جداً أي إنسان يرفض حكم الله :
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }
(سورة الأحزاب: الآية 36)
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) }
(سورة النساء)
العلاقة بين الفسق و الترف :
{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا (16) }
(سورة الإسراء)
هناك علاقة بين الفسق والترف، يعني أصحاب الأموال الطائلة إلا المؤمنين غناهم وجهلهم يحملهم على الفسق :
{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) }
(سورة الإسراء)