الأحد، 3 يوليو 2016

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) نداءات المؤمنين - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ( الجزء الثاني والأخير )








نداءات المؤمنين 


 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ ( الجزء الثاني والأخير )





 تسخير تعريف وتكريم، أي شيء حولك له وظيفتان وظيفة تعريفية، ووظيفة تكريمية، يعني طبعاً سآتي بمثل حاد، إنسان فقير جداً لا يتيح له دخله له أن يلعق لعقة عسل واحدة، وقرأ كتاباً عن العسل، وعن فوائد العسل، وعن النحل، وعن نظام النحل الدقيق، فبكى خشوعاً لله، هذا  الإنسان حقق الهدف الأول من خلق النحل والعسل، لأن هذه الآية العظيمة كانت سبيلاً لخشية الله وتعظيمه، إذا أكل العسل حقق الهدف الثاني انتفع به، فكل شيء الله خلقه له وظيفة تعريفية، ووظيفة نفعية، من أين أخذ هذا ؟ من قول النبي الكريم حينما رأى هلالاً قال:

(( هِلالٌ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ))

[ رواه أبو داود عن قتادة ]

 ننتفع به، يرشدنا إلى الله عز وجل.

من آمن بالله و شكره حقق الهدف من وجوده:

 الآن متى تفلح ؟ قال تعالى:

{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }

( سورة النساء )

 يعني حينما تؤمنون، وحينما تشكرون، حققتم الهدف من وجودكم، عندئذ تتوقف كل المعالجات، أنت حينما تؤمن وتشكر لأن الكون مسخر لك تسخير تعريف، ردّ فعل التعريف أنك آمنت بالله، والكون مسخر لك تسخير تكريم، ردّ فعل التكريم الشكر، للتقريب قدم لك صديقك جهاز هاتف يكاد يكون هذا الجهاز أمين سر لك، فيه ذواكر، فيه خدمات، فيه معلومات، هذا الجهاز قدمه لك هدية وهو من اختراعه، أنت حينما تعالج هذا الجهاز ينشأ عندك شعوران ؛ شعور الإكبار من هذا الجهاز وهذا الذي صممه، مع شعور الامتنان لأنه قدمه لك هدية، ردّ فعل  التكريم أن تشكر وردّ فعل التعريف أن تؤمن، إنك إن آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك، الآية الكريمة :

{ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا }

( سورة النساء )

المصلي مستنير يقذف الله في قلبه النور:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا (77) }

( سورة الحج)

 أي صلوا:

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) }

( سورة طه)

{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }

( سورة العلق)

 الصلاة ذكر، والصلاة قرب، والصلاة طهور، لا يوجد إنسان يتصل بالله اتصالاً حقيقياً عنده حقد، عنده كبر، عنده غش، عنده حسد، مستحيل، الصلاة طهور، والصلاة نور، أنت بالصلاة اسمع قوله تعالى:

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ 
بِهِ (28) }

(سورة الحديد)

 المصلي مستنير يقذف الله في قلبه النور، سيدنا يوسف لما دعته امرأة ذات منصب وجمال وهي سيدته، وكانت بارعة الجمال، لماذا قال معاذ الله ؟ لأن الله ألقى في قلبه النور، النور كشف له عواقب الزنا، أما الأعمى ؛ حدثني أخ قرأ بجريدة أن إنسانة أشارت إلى سائق فلما وقف سألها إلى أين ؟ قالت حيث تريد، ظن هذا مغنماً كبيراً وقضى حاجته، ثم أعطته رسالة بعد أن غادرت المركبة ففتحها وقرأها، تقول فيها: مرحباً بك في نادي الإيدز، لماذا قال سيدنا يوسف معاذ الله ؟ في قلبه نور، أقول لكم من أعماقي أنت حينما تتصل بالله يلقي الله في قلبك  النور بنص هذه الآية، هذا قرآن يوجد بقلبك نور لا تقع بخطأ كبير، لا تقع بظلم شديد، لا تقع بحماقة في نور، لذلك الصلاة نور، والصلاة طهور، والصلاة حبور،سعادة:

(( أرحنا بها يا بلال ))

[ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد ]

الصلاة معراج المؤمن:

 الصلاة طهور، ونور، وحبور، والصلاة ذكر:

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) }

( سورة طه)

 والصلاة قرب:

{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }

( سورة العلق)

 والصلاة مناجاة :
" لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل ".
 والصلاة عروج إلى الله، الصلاة معراج المؤمن، والصلاة عقل:

(( ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها ))

[ ورد في الأثر ]

 والصلاة علم :

{ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ (43) }

( سورة النساء )

 فهذه الصلاة :

{ ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا (77) }

( سورة الحج)

حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :

 بزواجك، بالمهر، بحجاب زوجتك، بتربية بناتك :

{ وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ (77) }

( سورة الحج)

 بكسب مالك، بإنفاق مالك، بأفراحك، لا سمح الله بأتراحك، بسفرك، بإقامتك، بمعاملة والدتك:

{ وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ (77) }

( سورة الحج)

 طبق منهج الله التفصيلي لا يكفي، أنت حينما تصلي، وحينما تعبد ربك، أي تطيعه في تفاصيل المنهج تحقق السلامة أما السعادة :

{ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ (77) }
( سورة الحج)

 حجمك عند الله بحجم عملك الصالح :

{ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) }

( سورة الحج)

 تحققون الهدف من وجودكم في الدنيا هذا الفلاح .

الإنسان بالعبادة يسلم و بالعمل الصالح يسعد :

{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ }

( سورة الحج الآية: 78 )

 إذا إنسان دخل جامعة لو اختار مكاناً مريحاً يطل على النافذة أثناء المحاضرة يتسلى بالطريق، لو جاء معه موالح، وشطائر، وعصير، وشاي، وقهوة، ومجلات، يظن أنه فالح، هو عطل الهدف الأكبر من دخوله إلى الجامعة رسب، هذه التفاصيل التي أحاط نفسه بها هو في جهل  كبير جداً، لذلك أنت بالعبادة أي بالطاعة تسلم لكن بالعمل الصالح تسعد :

{ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا (110) }

( سورة الكه )

المعركة بين الحق و الباطل معركة أزلية لا تنتهي :

 الآن هناك ظروف صعبة في معركة الحق والباطل، هناك مستوى أعلى من العطاء وجاهدوا في الله حق جهاده، هناك طرف آخر، هناك عدوان، هناك طرف آخر يريد أن يطفئ نور الله، هناك طرف آخر يريد أن يقيم منهجه بدل منهج الله، هناك طرف آخر يكيد للمؤمنين :

{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ (78) }

( سورة الحج الآية: 78 )

الشرف الذي نالته الأمة العربية حينما اختارها الله لتكون وسيطاً بين الله وبين عباده :

 الآن دقق في هذا الشرف الذي نالته الأمة العربية حينما اختارها الله لتكون وسيطاً بين الله وبين عباده قال:

{ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ (78) }

( سورة الحج الآية: 78 )

 أرأيت إلى هذه المهمة التي كلفنا الله بها :

{ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78) }

( سورة الحج الآية: 78 )

 اتضح بهذا الشرح السريع أن أهم شيء في الدين بالعبادات الصلاة، وأساسها خضوع وطلب العون من الله، ثم تفاصيل المنهج، تفاصيل المنهج تسلمك ولا تسعدك، أما العمل الصالح يسعدك، وأما الجهاد فهو ذروة سنام الإسلام، حينما تتحمل مضايقات الطرف الآخر، حينما تجاهد نفسك وهواك تكون في أعلى عليين .

والحمد لله رب العالمين