الاثنين، 11 يوليو 2016

(¯`*•أهـل الشام•*´¯) نداءات المؤمنين - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ( الجزء الثاني والأخير )





نداءات المؤمنين 


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ( الجزء الثاني والأخير )



من ذكره الله عز وجل منحه السكينة و السعادة و الرضا :

 الآن انتقلنا إلى موضوع آخر ما معنى

{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }

 كقوله تعالى:

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ (45) }

( سورة العنكبوت)

 أي ذكرك لله عز وجل أداء لواجب العبودية، لكن إذا ذكرك الله، إذا ذكرك الله منحك الحكمة، أعظم عطاء على الإطلاق من الله عز وجل أن تكون حكيماً، والدليل:

{ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً }

( سورة البقرة الآية: 269 )

 وإذا ذكرك الله عز وجل أعطاك السكينة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، إذا ذكرك الله عز وجل أعطاك الرضا، إذا ذكرك الله عز وجل أعطاك قوة الشخصية، لا تنافق لأن مصيرك مع الله عز وجل لا مع غيره، وتنطلق عندئذ من أن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً.

الإيمان مرتبة علمية و أخلاقية و جمالية :

 أيها الأخوة :

(( جاء رجل إلى أبي أمامة رضي الله عنه قال: يا أبا أمامة إني رأيت في منامي أن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت، و كلما خرجت، و كلما قمت، و كلما جلست. 
قال أبو أمامة: اللهم غفراً دعونا عنكم و أنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة، وأنا أقول لكم هذا الكلام، ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * و سبحوه بكرة و أصيلاً * هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما ))

[ مستدرك الحاكم عن سليم بن عامر صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه]

 يعني أي واحد منا يكثر من ذكر الله، الله عز وجل يصلي عليه، أي يتجلى على قلبه، يهبه السكينة، يهبه السعادة، والله يوجد بقلب المؤمن من الطمأنينة ومن الرضا ومن السعادة ومن السكينة ما لو وزعت هذه على أهل بلد لكفتهم، الإيمان حالة عالية جداً، مرتبة علمية، مرتبة أخلاقية، مرتبة جمالية.

رأي سيدنا ابن عباس في الذكر :

 لسيدنا ابن عباس رأي دقيق جداً في الذكر قال: إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً، ثم عذر أهلها في حال العذر إلا الذكر، فإن الله عز وجل لم يجعل له حداً ينتهي إليه ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله . 
أنت قاعد تصلي جالساً، تصلي مضجعاً، تصلي بإيماءات من رأسك، تصلي بحركات جفنيك، لكن لابد من أن تذكر الله في السراء، في الضراء، في الضيق، في الراحة، في السفر، في الحضر، هذا الأمر يدور معك حيثما درت.
 وأمرهم به في الأحوال كلها الدليل، هذا استنباط سيدنا ابن عباس الدليل :

{ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ (103) }

( سورة النساء )

 أنت كم حالة لك ؟ أنت في حالة الوقوف أو الجلوس أو الإضجاع، فإذا قال الله عز وجل :

{ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ (103) }

( سورة النساء )

 يعني دائماً وأنت في الفراش، وأنت جالس مع أهلك تأكل، وأنت في الطريق تمشي.

{ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) }

( سورة الأحزاب)

 أي بالليل والنهار، وفي البر والبحر، وفي الجو الآن، وفي السفر والحضر، وفي الغنى والفقر، وفي المرض والصحة، وفي السر والعلانية، وعلى كل حال :

{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42) }

( سورة الأحزاب)

 أي في أول النهار وفي آخره .

أنواع الذكر :

 قد يسأل أحدكم الآن ما أنواع الذكر ؟

1 ـ الباقيات الصالحات ذكر :

 قال تعالى :

{ وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ (25) }

( سورة الإنسان )

 بل اذكر الباقيات الصالحات، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يعني التسبيح من أهم أنواع الذكر، والحمد من أهم أنواع الذكر، والتوحيد من أهم أنواع الذكر، والتكبير من أهم أنواع الذكر، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .

2 ـ الاستغفار ذكر:

 الآن الاستغفار ذكر، قال تعالى :

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) }

( سورة نوح)

3 ـ الدعاء ذكر :

 الآن:

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) }

( سورة البقرة )

 الدعاء ذكر، الاستغفار ذكر، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،ذكر

 4 ـ البحث عن أمر الله و نهيه ذكر :

 الآن إذا فتحت كتاب فقه بحثت عن أمر الله وعن نهيه هذا ذكر، وعن حلاله وعن حرامه، وعن ما يجوز وما لا يجوز، أي موضوع في الفقه إذا بحثت عنه من أجل أن تطبقه فهذا نوع من الذكر.

5 ـ الصلاة ذكر :

 الصلاة ذكر :

{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) }

( سورة طه)

{ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) }

( سورة الإسراء )

6 ـ التفكر ذكر :

 والتفكر ذكر، قال تعالى :

{ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }

( سورة الأنعام )

{ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) }

( سورة فصلت )

 إذاً هذه أنواع الذكر، مرة ثانية أيها الأخوة، الأمر في الآية الكريمة:

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) }

( سورة الأحزاب)

والحمد لله رب العالمين