( موسوعة )
رجال موقعة بدر رضي الله عنهم
الجزء الثالث
(آخر مائة و ستة عشر مقاتل بدري)
إعداد وتأليف
أبو إسلام أحمد بن علي
237- عامر بن فهيرة
شهد بدراً
عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه يكنى أبا عمرو شهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة وهو ابن أربعين سنة أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزاز أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن محمد بن الفهم حدثنا محمد بن سعد حدثنا ابن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فاعتقه وكان يرعى منيحة من غنم له قال محمد بن سعد أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها وقال عروة بن الزبير كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين وكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه قال محمد بن عمر عمن سمى من رجاله إن جبار بن سلمى الكلبي طعن عامر بن فهيرة يوم بئر معونة فأنفذه فقال عامر فزت ورب الكعبة قال وذهب بعامر علوا في السماء حتى ما أراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين وسأل جبار بن سلمى لما رأى من أمر عامر ما قوله فزت والله قالوا الجنة وأسلم جبار لما رأى من أمر عامر وحسن إسلامه قال أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء عن الطفيل قال كان يقول من رجل منهم لما قتل رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا هو عامر بن فهيرة.
المنتظم ج3/ص211
سرية بطن نخلة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية وكانوا سبعة نفر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي وفيهم عمار بن ياسر وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان السلمي حليف لبني نوفل وسهيل بن بيضاء وعامر بن فهيرة وواقد بن عبد الله اليربوعي حليف لعمر بن الخطاب وكتب لابن جحش كتابا وأمره أن لا يقرأه حتى ينزل بطن نخلة فلما نزل بطن نخلة فتح الكتاب فإذا فيه أن سر حتى تنزل بطن نخلة فقال لأصحابه من كان يريد الموت فليمض وليوص فانني موص وماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسار فتخلف عنه سعد بن أبي وقاص وعتبة أضلا راحلة لهما فتخلفا يطلبانها وسار بن جحش إلى بطن نخلة فإذا هو بالحكم بن كيسان وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وانفلت وقتل عمرو قتله واقد بن عبد الله فكانت أولى غنيمة غنمها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا إلى المدينة بأسيرين وما أصابوا من المال أراد أهل مكة أن يفادوا الأسيرين عليه وقالوا إن محمدا يزعم أنه يتبع طاعة الله وهو أول من استحل الشهر الحرام وقتل صاحبنا في رجب فقال المسلمون إنما قتلناه في جمادى وقتل في أول ليلة من رجب وآخر ليلة من جمادى وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يعير أهل مكة(يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه أكبر من القتل عند الله.
تفسير ابن كثير ج1/ص253
غار ثور
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد قال ثني أبي قال ثنا أبان العطار قال ثنا هشام بن عروة عن عروة قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وكان لأبي بكر منيحة من غنم تروح على أهله فأرسل أبو بكر عامر بن فهيرة في الغنم إلى ثور وكان عامر بن فهيرة يروح بتلك الغنم على النبي صلى الله عليه وسلم بالغار في ثور وهو الغار الذي سماه الله في القرآن.
تفسير الطبري ج10/ص136
أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا
حدثنا بن عبد الأعلى قال ثنا بن ثور عن معمر قال أخبرني سعيد عن قتادة في قوله وما لأحد عنده من نعمة تجزى قال نزلت في أبي بكر أعتق ناسا لم يلتمس منهم جزاء ولا شكورا ستة أو سبعة منهم بلال وعامر بن فهيرة.
تفسير الطبري ج30/ص228
ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم
في صحيح البخاري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا هاربا من قومه فارا بدينه مع صاحبه أبي بكر حتى لحقا بغار في جبل ثور فمكنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما فيه عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمرا يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حتى تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل وهو لبن منحتهما ورضيفهما حتى ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث.
تفسير القرطبي ج10/ص159
أنسلم فنكون مثل هؤلاء
قوله تعالى( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون) أسنده الثعلبي تغمده الله برحمته وقال مقاتل نزلت في أبي جهل بن هشام والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعقبة بن أبي معيط وعتبة بن ربيعة والنضر بن الحرث حين رأوا أبا ذر وعبد الله بن مسعود وعمارا وبلالا وصهيبا وعامر بن فهيرة وسالما مولى أبي حذيفة ومهجعا مولى عمر بن الخطاب وجبرا مولى الحضرمي وذويهم فقالوا على سبيل الاستهزاء أنسلم فنكون مثل هؤلاء فأنزل الله تعالى يخاطب هؤلاء المؤمنين أتصبرون على ما ترون من هذه الحال الشديدة والفقر فالتوقيف بـ أتصبرون خاص للمؤمنين المحقين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم كأنه جعل إمهال الكفار والتوسعة عليهم فتنة للمؤمنين أي اختبارا لهم ولما صبر المسلمون أنزل الله فيهم إني جزيتهم اليوم بما صبروا.
تفسير القرطبي ج13/ص18
قصة سراقة بن مالك في الهجرة
قال بن شهاب وأخبرني عبد الرحمن بن مالك المدلجي وهو بن أخي سراقة بن مالك بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة بن جعشم يقول جاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال يا سراقة إني قد رأيت آنفا أسودة بالساحل أراها محمدا وأصحابه قال سراقة فعرفت أنهم هم فقلت له إنهم ليسوا بهم ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فحططت بزجه الأرض وخفضت عاليه حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرب بي حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخررت عنها ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها فلما استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أن قال أخف عنا فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صحيح البخاري ج3/ص1420
رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء
عن أبي أسامة قال: قال هشام بن عروة فأخبرني أبي قال لما قتل الذين ببئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري قال له عامر بن الطفيل من هذا فأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض ثم وضع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فنعاهم فقال إن أصحابكم قد أصيبوا وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا فأخبرهم عنهم وأصيب يومئذ فيهم عروة بن أسماء بن الصلت فسمي عروة به ومنذر بن عمرو سمي به منذرا.
صحيح البخاري ج4/ص1502
مهلا يا طلحة فإنه قد شهد بدرا كما شهدت
أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك المديني ثنا عبد الملك بن زيد عن مصعب بن مصعب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه رضي الله عنه قال كلم طلحة بن عبيد الله عامر بن فهيرة بشيء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا طلحة فإنه قد شهد بدرا كما شهدت وخيركم خيركم لمواليه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
المستدرك على الصحيحين ج4/ص87
إني وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه
أخبرنا أحمد بن على بن المثنى قال حدثنا غسان بن الربيع حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب عن أبي بكر بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة أنها قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة اشتكى واشتكى أصحابه واشتكى أبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر وبلال فاستأذنت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيادتهم فأذن لها فقالت لأبي بكر كيف تجدك فقال كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله وسألت عامر بن فهيرة فقال إني وجدت الموت قبل ذوقه إن الجبان حتفه من فوقه وسألت بلالا فقال ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بفج وحولي اذخر وجليل.
صحيح ابن حبان ج12/ص413
أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة
حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال أعتق أبو بكر مما كان يعذب في الله سبعة عامر بن فهيرة وبلالا ونذيرة وأم عبيس والنهدية وأختها وحارثة بن عمرو بن مؤمل.
مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص349
أول المهاجرين
حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة قال استقبلتهم هدية طلحة إلى أبي بكر في الطريق فيها ثياب بيض فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فيها المدينة.
مصنف ابن أبي شيبة ج7/ص346
فيرون أن الملائكة دفنته
قال الزهري فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم أمن بينهم قال الزهري وبلغني أنهم لما دفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه فيرون أن الملائكة دفنته.
مصنف عبد الرزاق ج5/ص383
مشرك كان دليلهم
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة إلا أبو بكر وعامر بن فهيرة ورجل من بني الديل مشرك كان دليلهم.
مسند أبي يعلى ج8/ص53
قاتل عامر بن فهيرة
جبار بن سلمى هو الذي قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة سمعت أبى يقول ذلك.
الجرح والتعديل ج2/ص543
سنة أربع
ولد الحسين بن علي أبو عبد الله في شعبان سنة أربع من الهجرة وفيها قتل مرثد بن أبي مرثد وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وخالد بن أبي البكير وفيها مات عبد الله بن عثمان بن عفان في جمادى الأولى وهو يومئذ ابن ست سنين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وفيها قتل عامر بن فهيرة.
مولد العلماء ووفياتهم ج1/ص73