الأحد، 5 يونيو 2016

[zmn1.com] اشراقات دعوية



 



اشراقات دعوية 
رمضـــان أقبــل

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"أما الذي يجب عنه الصوم : فلعلكم تستغربون إذا قلت : إن الذي يجب عنه الصوم هو: المعاصي , يجب أن يصوم الإنسان عن المعاصي ؛ لأن هذا هو المقصود الأول في الصوم ؛ لقول الله تبارك وتعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183 ، لم يقل : لعلكم تجوعون ! أو لعلكم تعطشون ! أو لعلكم تمسكون عن الأهل ! لا ، قال : ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) , هذا هو المقصود الأول من الصوم

كوني من المحسنات في رمضان

الجزء الثامن: سرٌ من أسرارِ الخشوع

تحكي أ. بلقيس الغامدي قصة امرأة شكت إليها قبل سنتين في شهر رمضان قلة خشوعها في الصلاة؛ تقول المرأة: "كلما ذهبت لصلاة التراويح وسمعت الإمام يدعو والنساء من حولي يبكين والقلوب خاشعة، قلبي يتقطع على حالي والله لا أذرف دمعةً واحدة، أتمنى أن أبكي وأن تصل الآيات والأدعية إلى قلبي؛ فماذا أفعل؟!" أجابتها الأستاذة بلقيس باختصار: "الذنوب تحول بيننا وبين الخشوع؛ ففتشي عن معاصٍ لا زلتِ مصرةً عليها واعكفي على تركها".

وبعد سنة وفي شهر رمضان جاءت المرأة تروي للأستاذة بلقيس حكايةَ خشوعٍ وُلدت في فؤادها من جديد 💕تقول: "لقد عكفتُ على ذنبين لم أكن منتبهةً لهما؛ وجاهدتُ نفسي حتى وفقني الله تعالى وأعانني؛ ووالله ثم والله حينما أصلي التراويح هذا العام يكاد قلبي يطير مع كل آيةٍ يقرأها الإمام، حتى أنني أجهشُ في البكاء فقط من تلاوته لسورة الفاتحة التي أرددها يومياً ! وإحدى المصليات بجانبي بعد انتهائنا من الصلاة ظنت من شدة بكائي أنني مسحورة، فجاوبتها حينما سألتني عن سبب بكائي: "بأنني متأثرة بالآيات وفرحة بها" .. نعم أنا فرحة لأنني بفضل الله صرتُ أخشع وأبكي في صلاتي بل وبشكل لم أكن أتصوره"

فمن أسرار التوفيق إلى الخيرات، تخليةُ القلب من الذنوب حتى يتحلى بالطاعات ويخشع في الصلوات. والتوبة والإستغفار هما الدواءان لكل داءٍ تمكن من القلب. فاجعلي لك استغفاراً بعد كل تقصير وذنب، حتى بعد خروجك من مجلس ذكر أو اجتماع أقارب أو صديقات إلى جانب كفارة المجلس فلا تدرين ماذا قلتِ بغفلة منكِ في هذه الاجتماعات، وكذلك عند شعورك بتقصير في ذكر الله تعالى، اجعليها عادة ملازمة لك وإن لم تكوني على ذنبٍ عظيم؛ فتوقف اللسان عن الذكر فيه حرمان للنفس من الأجور فاستغفري حتى عن ذلك، كما فعل نبينا عليه الصلاة والسلام وتأملي قوله: (إنّه ليُغان على قلبي وإنّي لأستغفرُ الله في اليوم مئةَ مرة) والغين: هو الفتور عن الذكر.