فأجر قيام الليل عظيم وله ميزة خاصة في رمضان، والتراويح تُعد من القيام كما قال العلماء؛ فهي تبدأ من بعد صلاة العشاء، وما بعد العشاء إلى قبل الفجر يُعدّ من القيام. فحريٌ بالمؤمن أن يُحافظ عليه، فقد قيل أنّ من أحسن قيامه لربه في صلاة الليل وعلى قدر طول وقوفه، كان عرضه على الله سهلاً يسيراً يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. كما أن القيام سبب في مغفرة الذنوب قال صلى الله عليه وسلم: (منْ قَامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه).
سُئِل الحسن البصري : "ما بال المتهجدين بالليل أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره"
ورمضان فرصة عظيمة لتدريب الجسد والنفس على القيام، ولا يكون القيام بالجسد فقط دون حضور القلب؛ فالعبرة بالكيف وليس الكمّ. ولكن مع ذلك، يحرص المؤمن على الإتيان بالأفضلية فيزيد ما يشاء من الركعات. قال رسول الله ﷺ : (مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِين) والقنطار: المال الكثير، كنايةً عن الأجر العظيم .
هو صيـام قلب فالصيام كما قال الله تعالى فرض للتقوى.