الأحد، 1 مايو 2016

[zmn1.com] الحكم



الحكم : الحكم لغويا بمعنى المنع ، والحكم اسم من السماء الله الحسنى ، هو صاحب الفصل بين الحق والباطل ، والبار والفاجر ، والمجازى كل نفس بما عملت ، والذى يفصل بين مخلوقاته بما شاء ، المميز بين الشقى والسعيد بالعقاب والثواب . والله الحكم لا راد لقضائه ، ولا راد لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، لا يقع فى وعده ريب ، ولا فى فعله غيب ، وقال تعالى : واتبع ما يوحى اليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين قال الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من عرف سر الله فى القدر هانت عليه المصائب ) ، وحظ العبد من هذا الاسم الشريف أن تكون حاكما على غضبك فلا تغضب على من أساء اليك ، وأن تحكم على شهوتك إلا ما يسره الله لك ، ولا تحزن على ما تعسر ، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع ، ولا تحكم حكما حتى تأخذ الأذن من الله تعالى الحكم العدل
- الحكم، الحكيم


قال تعالى:  أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا [الأنعام: 114].
وقوله:  وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة: 228، 240].
قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا [الأنعام: 114]: قل فليس لي أن أتعدى حكمه وأتجاوزه لأنه لا حكم أعدل منه ولا قائل أصدق منه  (1) .
قال القرطبي: والمعنى أفغير الله أطلب لكم حاكماً  (2) .
وقال الخطابي: الحكم الحاكم ومنه المثل (في بيته يؤتى الحكم) وحقيقته هو الذي سلم له الحكم ورد إليه فيه الأمر، كقوله تعالى: لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [القصص: 88] وقوله: أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [الزمر: 46]  (3) .
قال ابن كثير: وقوله تعالى: أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين: 8] أي أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحداً  (4) .
وقال الحليمي معنى (الحكم): وهو الذي إليه الحكم وأصل الحكم منع الفساد، وشرائع الله تعالى كلها استصلاح العباد  (5)  (10) 
وأما عن معنى الحكيم: فقد قال الزجاج: الحكيم من الرجال يجوز أن يكون فعيلاً في معنى فاعل، ويجوز أن يكون في معنى مفعل، والله حاكم وحكيم.
والأشبه أن تحمل كل واحد منهما على معنى غير معنى الآخر، ليكون أكثر فائدة، فحكيم بمعنى محكم والله تعالى محكم للأشياء، متقن لها كما قال تعالى صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [النمل: 88]. اهـ  (6) .
وقال ابن جرير: الحكيم الذي لا يدخل تدبيره خلل ولا زلل.
وقال في موضع: حكيم فيما قضى بين عباده من قضاياه  (7) .
قال ابن كثير: الحكيم في أفعاله وأقواله فيضع الأشياء في محالها بحكمته وعدله  (8) .
وقال الحليمي: (الحكيم) ومعناه الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة، وصنعه متقن، ولا يظهر الفعل المتقن السديد إلا من حكيم، كما لا يظهر الفعل على وجه الاختيار إلا من وحي عالم قدير  (9) .  (11)