رمضان فرصة لتعظيم الله
الدرس السادس والعشرون
نكمل مستعينين بالله عز وجل ..
الأمر الثالث : {وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا}
هذا الثالث سيكون لاحقًا للثاني، الذي يرضى بالحياة الدنيا ماذا يحصل له يَتحوّل فيطمئن
متى يطمئن؟ كلما جاءت له الدنيا و أصبح له فيها مكانة، كلما وقع في قلبه الطمأنينة أنه في أحسن حال..
•• الذى يطمئن بالدنيا فكلمة الإيمان و ضَعفه و قُوّته و أسبابه لا تمُرّ في الكلام، لا تسمعها أبداً ••
فلا تسمع منه:
أخاف أجلس مع هؤلاء فينقص إيماني،
أخاف أن أسافر هذه السَّفرة فيؤثّر على قلبي خصوصاً أني ذاهب إلى رمضان.
°○ لا تسمع هذا، لا تسمع حرصاً على الإيمان و لا تجده يتفقّد إيمانه .
••
°○الذي يُفكّر في الآخرة و وقد أغاظه أحد سيَحبس غيظه بسبب إيمانه.
°○ ضعيف الإيمان يُخرج الذي في نفسه دون أن يُفكّر، 🏻 ثم يقول: أفعل ذلك لكي لا أمرض، لا أكتم في نفسي
🏻 أما الثاني فيحبس هذا في قلبه و يخرجه و يفرّغه بإيمانه أنه سيحصل لي كذا وكذا يوم القيامة.
فالفارق هذا يجعل أهل الإيمان إذا فقدوا صبرهم عَلِموا أن نقص إيمانٍ أصابهم.
أُمثِّل بالصبر كنموذج في أن الذي لا يطمئن بالدنيا دائماً يُفكِّر في إيمانه، وأن هذه التصرفات التي أفعلها تعكِس إيماني.
°○ يجب أن نعلم أنّ تصرفاتنا التي نتصرف بها إنما تعكس الإيمان الذي في قلوبنا○°
فلما تجد نفسك طامعاً في الدنيا، راغباً فيها، خائفاً على الريال والريالين، فهذا معناه نقص في الإيمان: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}
⇦ يوقَ شُحَّ نفسه من جهة أي شيء من جهة إيمانه️.
فالمؤشرات التي تظهر من المطمئن إلى الدنيا والتي تدل على نقص إيمانه لا يبالي بها، ما كان أمس عنده عظيم و لا يفعله - رمضان الذي مضى كان عنده عظيمًا و لا يستطيع أن يضيّع وقت السَّحر إلا وهو يستغفر- فإذا جاء وقت السحر في رمضان هذا ذهب في النوم، ذهب في لهو، ذهب في أي شيء، و لايحزن
أصبح له عادة هل تعرف ما الفرق بين رمضان الماضي و رمضان هذا بناء على هذا التصرف
نَقصَ الإيمان و اطمأن إلى الدنيا!
الطمأنينة إلى الدنيا تجعل مؤشرات الطمأنينة كلها حول الدنيا ، أكْلُنا كامل، أشياؤنا كاملة و أغراض رمضان كاملة أما إيمانك الذي عليك أن تَدْخُل به الشهر؟...
لا يفتشه ولا يبحث عن أسباب زيادة الإيمان، و لا صوم كما في سُنّة النبي صلى الله عليه وسلم أن يصوم، فقد كان يُكثِر من شعبان في الصيام زيادة للإيمان، ولا مثل ما كان السلف يبذلون في أن يختموا في شهر شعبان القرآن و يتدبرونه من أجل أن يزيد إيمانهم ⇦ لا توجد عناية
🏻 بل وبسبب الأحوال و الظروف في البلاد فوقت الصيف يعني ⏲ وقت الإنقلاب، وقت الإنفلات️ وقت أسباب ضعف الإيمان!
لا الليل ليل و لا النهار نهار 🌤 و لا هناك احترام لأوقات الصلاة 🕌 و لاهناك بقاء للذِّكر إلا بذل جهد للّهو على أنه صيف️ ، على أنه وقت قد قُرِّر عند الناس -أهل الدنيا- أنه وقت للإنفلات! ولا هناك تفكير في أنّ هذه الحياة إنما هي مزرعتك للآخرة وليست وقتاً لأن تُؤجّل من الأعمال الصالحة، إنما عليك أن تبني حياتك و رضاك على الذى يرضي الله♡.
هذه المسألة متسلسلة:
إذا فقد الإنسان النقطة الأولى التي هي رجاء لقاء الله،
وفقد في ذهنه التفكير الدائم في لقائه؛
🔄 سيكون هذا الأمر سبباً لما يأتي و هو: {إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ••
°○○°°○○°°○○°
الأمر الرابع : {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ}
🏻 نأتي هنا إلى المشكلة الأساسية. أي أن {الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا}
مشكلتهم الرئيسة أنهم عن الآيات غافلون، عن أي آيات غافلون؟ 🏻عن نوعي الآيات:
1- الآيات الكونية
2- والآيات الشرعية.
○° الآيات الشرعية: التي أنزلها الله عز و جل على رسوله.○° أو الآيات الكونية: التي خلقها الله حولك. كلا النوعين من الآيات يغفل عنه.
نبدأ أولاً بالكلام عن الغفلة عن الآيات الشرعية:
أي في طريقة التعامل مع القرآن، فنحن بين مشكلتين في التعامل مع القرآن، وكلا المشكلتين تحت كلمة الهَجْر "هجر القرآن".
○° هجر القرآن نوعان:
إما هجر القراءة أو التلاوة:
أي أنه من رمضان إلى رمضان يلتقي الناس بالقرآن، وهذا نوع هجر معروف.
أو هجر التدبٍر و الفهم:
⇦ و هو أكثر انتشاراً خصوصاً في أوساط الناس المستقيمين. بمعنى أننا نقرأ القرآن من أوله إلى آخره وما نشعر أنه زادنا إيماناً
ومما يدل على ذلك أنه لو قال لنا شخص: صِف لنا الله مما تحفظ أو تقرأ من آيات. أو قال: كيف سيكون لقاء الله وتفاصيل ذاك اللقاء مما تحفظ من القرآن. أو ماذا سمى الله يوم لقاءه من القرآن مثلاً فيوم القيامة له أسماء في القرآن. 🏻 فيكون الإنسان قارئًا وحافظًا و لا يستطيع أن يجمع هذا في ذهنه ، والمفترض أن ما تقرأه وتحفظه يكون مردوده عليك أن تؤمن.
وصف الله سبحانه وتعالى في سورة الأنفال المقصود من قراءة القرآن {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
⇦ الشاهد: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ}
⇦و إذا زادتهم إيماناً ما الصفة التي بعدها؟
{وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}،
فإذا أردت القلب♡ أن يعمل، أن يتوكل ويخاف ويرجو، أن يتعلق بالله معتمداً على الله؛ ★ اقرأ الآيات كما ينبغي، قراءة مَن تزيده هذه الآيات إيماناً.
🏻 هذه عِلّة العِلَل التي نعيشها، ⇦العلة في علاقتنا بالقرآن ••
يتبع باذن الله
مـدوّنـــة (عِـلْـمٌ يُـنْـتَـفَــعُ بِــهِ) http://tafaregdroos.blogspot.com/2013/09/blog-post.html?m=1
وصلى اللهم وبارك على النبي محمد ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
جزى الله خيراً كل من ساهم في نشر هذا الخير