فوائد
قال شعيب بن حرب : لا تحقرن فِلْسًا تُطيع الله في كسبه، ليس الفِلْسُ يُراد، إنما الطاعة تُراد، عسى أن تشتري به بَقْلاً فلا يستقر في جوفك حتى يُغفر لك .
[صفة الصفوة] .
قال أحمد بن عاصم : " هذه غنيمة باردة، أَصْلِحْ ما بقي من عمرك، يغفر لك ما مضى " .
[الزهد للبيهقي] .
إن بركة المال الحلال أثرها واضح وجلي في صلاح الذُّرِّية ، قال إسماعيل المحدث والد الإمام البخاري عند موته: "لا أعلم في جميع مالي درهمًا من شبهة". ويكفي هذا الأب فخرًا وعظم أجره إنجابه وتربيته لابنه صاحب أصحِّ الكتب بعد كتاب الله عزَّ وجلَّ: صحيح البخاري الذي تلقته الأمة بالقبول .
سُئِلَ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاواه عن قول من قال : تجب الثقة بالنفس؛ فأجاب : لا تجب ولا تجوز الثقة بالنفس، وفي الحديث : « ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ».
ذكر أن الفقيه نصر بن أبي حافظ لمَّا رحل من بيت المقدس في طلب العلم إلى الفقيه الكازروني في أرض العراق، قال له الكازروني: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: فهل استأذنتها؟ قال: لا، قال: فوالله لا أقرأتك كلمة حتى ترجع إليها، فتخرج سخطها، قال: فرجعت إلهيا فأقمت معها إلى أن ماتت، ثم رحلت في طلب العلم .
قال ابن تيمية رحمه الله: "فكل من استقرأ أحوال العالم وجد أن المسلمين أحَدُّ وأسَدُّ عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرهم في قرون وأجيال، وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه، قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى } [محمد: 17] .
حُكِي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه : ما تصنع بالشيطان إذا سَوَّلَ لك الخطايا؟ قال: أجاهده، قال: فإن عاد.. قال: أجاهده، قال: فإن عاد .. قال: أجاهده .. قال: هذا يطول. أرأيت إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور ماذا تصنع؟ قال: أكابده وأردّه جهدي. قال: هذا يطول عليك، ولكن استعن بصاحب الغنم يَكُفُّه عنك [تلبيس إبليس].
قال الله عز وجل : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] . قال الإمام النووي : " وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحقٌّ عليهم الاعتناء بما خلقوا له، والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزُّهادة، فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور، ومَشرع انفصام لا موطن دوام " .
قال الشافعي : " أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالعبادة عن مكاسبهم " .
فوائد من كتاب أطايب الجنى لعبد الملك القاسم - الجزء الأول